سواليف قاضي معزول
تأليف : سعاده عوده أبو عراق
17- راحوا يطلبوا عروس
اختارها لكم : الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
هذه قصة ولا في الأفلام ، كيف ترتبت وصارت ؟ ما بتدري ، هذا يا حفيظ السلامة ، فيه ثنين بيشتغلوا عمال في مصنع طوب ، واحد أسمه أبو أحمد والثاني أسمه أبو حسن ، أبو حسن بيفكر يجوز ابنه حسن ، بالصدفة إجت وحدة من جيرانهم تزور بنت عم إلها في الحارة إللي ساكن فيها أبو أحمد ، قامت قالت لها قومي تعرفك على جارتنا إم أحمد ، قالت طيب ، أخذن حاهن ورحن ، وقعدن مثل العادة كل وحدة تسولف ، إجت بنت إم أحمد شافتها الضيفة قامت قالت والله في إلنا جيران بدوروا على عروس ، انتوا بتجوزوا ، قالت أم أحمد طبعا بنجوز ، منين الناس هذول ، قالت والله ما بدري أسمهم دار أبو حسن، سكنوا جديد في الحارة ، لكن مبين إنهم أكابر ، إذا عندكم نية ، بيجوا عندكم وبتشوفوهم ، قالوا مليح ، ولما طلعت هذي الظيفة ، راحت على دار أبو حسن وقالت لهم لقيت لكم عروس ، شو عروس ...! مثل الشمعة ، قالوا لها منين هم ، قالت والله ما بعرف ، عرفتني عليهم بنت عمي ، بيقولوا لهم دار أبو أحمد ، أما شو ناس أكابر قالوا طيب وينتا بدنا نزورهم ، قالت وقت ما بدكم ، وعينوا يوم بوخذكم عليهم ، وودت لدار أبو أحمد إنه الناس بدهم ييجوا يشوفوا البنت .
إجا أبو أحمد مهدود حيلة من الورشة ، قالت له أم أحمد الخبر ، انبسط وقال مافي مانع ، خليهم يجوا بكرة ، أم احمد قالت لا ، مش بكرة ، هذول ناس أكابر لا زم نبين قدامهم إنا ناس على مستواهم ، قال يعني شو إللي في راسك ، قالت معجبك هالدار المهرهرة ، والأثات المخلع ، والأواعي إللي من عند الباله ، قال لها لا ، بس شو باليد حيلة ، قالت ما بنستقبلهم بها الوضع ، لازم نغير ، قال ساوي إللي بدك إياه.
نفس الشي صار عند دار أبو حسن ، إجا أبو حسن مهدود حيلة من الورشة قالت له أم حسن الخبر ، انبسط وقال بكر بنروح عندهم ، قالت له شوبكرة ، لازم نزبط حالنا ، هذول ناس أكابر، ولازم نبين على مستوى ، ولازم نحكي وخشومنا من فوق ، دار أبو احمد قالوا لازم نقول إنه أبو أحمد موظف متقاعد ، وما حداش راح يسأل متقاعد منين ، وإنه تقاعدة ميتين دينار في الشهر ، أما أبو حسن فحب إنه يقدم نفسه على إنه موظف كبير في الحكومة ، رد بطّل وقال محاسب بشركة ، بعدين بطل قال محامي ، قالت له أم حسن : محامي...؟ أنت بتعرف تحكي كلمتين على بعض ، تراجع وقال طيب تاجر أراضي ، مهو تاجر الأراضي معاه مصاري كثير ، قالت له طيب بس بدّك ما يطلع نسيبنا تاجر أراضي كمان .
أم أحمد صار همها الكبير أثاث البيت المهري ، فكرت تستعير كنبايات الجيران دار أبو العبد وستاير الشبابيك والتحف إللي ع الطرابيزات ، راحت حكت لأم العبد قامت وافقت وقالت لها ولا يهمك ، الناس للناس ، أما أم حسن فراحت تفكر شو بدهم يلبسوا حتى يبينوا أكابر ، وأغنيا ، راحت على بنت عمها وطلبت منها أساورها والقلادة العسملي .
دار أبو احمد فكروا بدهان البيت وطراشته ، ولو ع القليلة المدخل وغرفة الظيوف ، فراح أبو أحمد جاب علبة أملشن وحلها بمي ، وطرش المدخل ، وجوا الغرفة ، وكمان جاب علبة دهان زيتي ودهن الباب والبوابة ، وباب غرفة الظيوف ، أما دار أبو حسن فقرروا أنهم يروحوا يسيار أخوها الخصوصي ويسوق فيهم ابنهم حسن ، عشان تبين إنه السيارة سيارتهم .
أم حسن طالت بدلة أبو حسن ، شافتها ، وقالت مش بطالة ، بنوديها ع الكوى ، ويتشتري ربطة من البالة بعشر قروش ، لكنه ما بعرف يربطها ، قالت له خلي الكوى يربط لك إياها ،أما هي فراحت استعارت من جارتها رسمية فستانها ، لأنها مديرة مدرسة وفساتينها هاي هاي ، وكمان لأنها من نفس القياس ، أما أم أحمد فراحت تفكر شو بدها تلبس البنت ، راحت اشترت لها فستان جديد وصندل ، وعلمتها كيف تدخل وتقدم القهوة ، وكيف ترجع لورا بدون ما تتلبك وتقع . وتوديها على الصالون وتزين لها شعرها .
الصبح بكير راح أبو حسن ع الشغل عشان يعطل قال له معلمة ، خير؟ قال بدنا اليوم نروح نطلب لأبنا ، قال له الف مبروك ، وأبو أحمد إجا كمان يقول بدي إيجازة قال له خير ، قال في ناس جايين يطلبوا البنت وبدنا ندبر حالنا ، قال المعلم شو هالصدفة ؟ واحد بده يخطب لأبنه وواحد بدة يخطب بنته ، لتكونوا بدكم تتناسبوا وأنا مش عارف ؟ أبو حسن راح أخذ البدلة ع الكوى بعد ما مسحت بعض البقع ، ودار أبو احمد نظقوا المدخل من الطراشة والدهان ، وجابوا الكنبايات من عند الجيران ، وحشروهم في الغرفة الزغيرة ، وعلقوا صور وحطوا التحف والمزهرية في الوسط ، أما أبو حسن راح على الحلاق ، قص شعرة وحلق لحيته وحط عطر وكلونيا ، ولما لبس البدلة المكوية صار أفندي ، وخاصة مع الربطة إللي لبسها .
دار أبو أحمد كانوا جاهزين ، أبو أحمد لبس دشداشة إجته قبل شهر هدية من الكويت ، ولبس حطة بيضة نظيفة ، وكمان أم أحمد لبست فستان مديرة المدرسة الحلو ، وجابو البنت من الصالون ، وقعدوا يستنوا ، أما دار أبو حسن فطلبت السيارة من أخوها وأعطاهم إياها ، ووصاهم لا يصدموها ، ونادوا المرة عشان تدلهم على الدار ، وإجوا في السيارة الخصوصي ، ونزلت المرة ودقت على باب البوابة ، طلع أبو أحمد يجر حاله في الدشداشة ، فتح الباب وإذا بأبو حسن بيقول لأبنه جيب سيارتنا وصفها هون ، قام صاح أبو أحمد هو أنت ؟ ومن وينتا عندك سيارة يا مقلعط ؟