الناصرة ـ 'القدس العربي'ـ من زهير أندراوس: في خطوة هدفها الالتفاف على الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة، وتمجيد قوة جهاز الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) قامت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبريّة، أمس الثلاثاء، بنقل نبأ نشرته مجلة 'دير شبيغل' الألمانيّة جاء فيه نقلاً عن مصادر استخبارية رسميّة في تل أبيب، أن اغتيال العالم الإيراني درويش رضائي الأسبوع الماضي في طهران كان العملية العلنية الأولى لرئيس الموساد الجديد تامير باردو منذ أن تسلم منصبه في مطلع العام الحالي.
وأشارت 'يديعوت أحرونوت' في تفاصيل النبأ إلى أنّ الصحيفة الألمانيّة استعرضت سلسلة من محاولات اغتيال علماء الذرة الإيرانيين خلال سنة ونصف، في حين أشارت الصحيفة إلى الموساد كمنظمة تقود حرب إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني بادعاء منع تطوير طهران لأسلحة نووية. وكتبت الصحيفة العبريّة أيضا أنّ العالم الإيراني اغتيل في عملية إطلاق نار، وبحسب وسائل الإعلام الإيرانية فقد أطلق النار مسلحان استخدما دراجة نارية للفرار من المكان.
وذكرت المجلة أن رضائي آخر ضحايا الاغتيالات الغامضة التي راح ضحيتها علماء فيزياء بارزون في إيران منذ نحو 20 شهرا.
ووفقا لتقرير 'دير شبيغل' ، قتل رضائي (35 عاما) أمام دار حضانة ابنته شرق طهران برصاصات قاتلة في العنق.
وتتحدث وسائل إعلام إيرانية عن اثنين من الجناة فرا بدراجتهما البخارية عقب تنفيذ العملية.
وعقب وقوع عملية الاغتيال كانت هناك تقارير متضاربة حول هوية الضحية ، فقد ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية التي تديرها الدولة أن الضحية هو بروفسور الفيزياء درويش رضائي الخبير في نقل النيترون، بينما تم التراجع عن تلك البيانات بعد ساعات، حيث أعلنت مصادر رسمية أن الضحية هو درويش رضائي نجاد، طالب في الإلكترونيات.
ووفقا لمجلة 'دير شبيغل'، فإن الضحية هو البروفسور رضائي الذي لم يظهر أمام الرأي العام من قبل.
وكانت الوكالة الدولية للطـــاقة الذرية أكدت ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية من قبل أن رضائي كان يعمل على تطوير المفاتيح الخاصة بتفجير القنابل نووية.
وأضافت الوكالة أن رضائي شوهد يوميا في مركز أبحاث للعلوم النووية في شمالي طهران.
جدير بالذكر أنّ تصفية العالم النووي في طهران هي العملية الرابعة من نوعها منذ عشرين شهرًا في العاصمة الإيرانيّة. فقد سبقتها عمليات اغتيال ثلاثة علماء، أساتذة الفيزياء النووية الذين كانت لهم علاقة وطيدة بالبرنامج النوويّ الإيراني: مسعود علي محمود (كانون الثاني / يناير 2010) ومجيد شحروري (تشرين الثاني / نوفمبر 2010)، والثالث فيرودان عباسي، الذي أصيب بجراح في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، وعندما تمّ تحريره من المستشفى قام الرئيس الإيرانيّ، محمود أحمدي نجاد، بتعيينه رئيسا لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
وبحسب المصادر الإسرائيليّة فإنّ القاسم المشترك بين عمليات الاغتيال في طهران أنّها لم تكن موجهةً فقط ضد العلماء المرتبطين ببرنامج إيران النووي، ولكنّها أيضا، والأهّم من ذلك، أنّها كانت تستهدف أولئك الذين يعملون في الميدان المعروف باسم (مجموعة السلاح)، أيْ المسؤولين عن الخطوة الأخيرة في إنتاج الأسلحة النووية، التي تُصنّع المواد الانشطارية مع انفجار القنبلة النووية، كما أنّ العمليات تمّت بالقرب من منازل الضحايا، عندما كانوا يدخلون سياراتهم، حيث كان تصل إلى المكان دراجة ناريّة، وعليها شخصان، يقوم أحدهما بإطلاق النار على الهدف، ومن ثم يلوذا بالفرار من المكان. وبرأيها، فإنّ كل الدلائل تشير إلى أنّ وراء العمليات تقف منظمة استخبارات قويّة للغاية، تملك المعلومات الكاملة عن تحركات الهدف، وتُنظم عمليّة الاغتيال بصورة جريئة، هذه المنظمة، أضافت المصادر، لها جذور عميقة في طهران، وقادرة على جمع المعلومات السريّة عن الأهداف وعن حياتهم اليوميّة، وأفرادها وتتمتع بقدرة قويّة جدا في تنفيذ الاغتيالات، على حد قولها.
وبحسب 'يديعوت أحرونوت' فإنّ مصدرا في الاستخبارات الإسرائيلية صرح لمراسلة 'دير شبيغل' في بيروت أولريكا فوتس بأنّ عملية الاغتيال كانت العملية العلنية الأولى لرئيس الموساد الجديد باردو.
ونقلت 'دير شبيغل' عن مصدر استخباري اسرائيلي قوله إنّ الموساد يواجه مؤخرا مطالب متصاعدة من ضباط في سلاح الجو الإسرائيلي يدعمون شن قصف جوي على أهداف ذات صلة بالبرنامج النووي الإيراني، إلا أن الموساد هو الذي يتخذ القرار الأخير وذلك بسبب نجاحاته في عرقلة البرنامج النووي الإيراني.
وتابع المصدر عينه قائلاً إنّه طالما أنّ الموساد يقود الحرب على البرنامج النووي الإيراني فإنه يحصل على ميزانيات ضخمة.
تجدر الإشارة إلى أن إيران كانت قد اتهمت إسرائيل بتنفيذ عمليات الاغتيال، وقدمت رسالة بهذا الشأن إلى المجلس لحقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، طالبت فيها بإجراء تحقيق في عمليات الاغتيال. وجاء في الرسالة أن مجلس الأمن يضع قائمة بأسماء العلماء الإيرانيين، وعندها يقوم إرهابيون يتلقون الأموال من المخابرات المركزية الأمريكية والموساد بقتلهم.
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة