"القدس العربي" ـ من زهير أندراوس: دعا رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجية) الأسبق افرايم هليفي إلى عدم تجاهل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عند الإقدام على محاولة ترتيب أوراق المنطقة بعد العدوان الأخير الذي شنه جيش الاحتلال على قطاع غزة، وأكد، كما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أمس على أن حركة حماس، ورغم الضربات الموجعة غير المسبوقة التي تلقتها طيلة 22 يوما بقيت وصمدت، على حد تعبيره.
وتابع هليفي قائلاً لقد أمطرت إسرائيل قطاع غزة بالنار برا، بحرا وجوا، لكن حماس خرجت من بين الركام والرماد كطائر الفينيق وأدارت مفاوضات شرسة مع مصر وهي تبحث عن حاجاتها ووجهتها ليست الاستسلام، على حد قوله، علاوة على ذلك، انتقد هايفي من يتساءل عن وجهة إسرائيل، الولايات المتحدة الأمريكية والغرب والجهات الفاعلة لبلورة اتفاق يتجاهل، في الوقت نفسه، السؤال عن وجهة الفلسطينيين.
بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة إن رئيس الموساد الأسبق حمل على السلطة الفلسطينية في رام الله المحتلة، واتهمها بالفساد والتحلل وتبديد أموال طائلة رصدتها الدول المانحة، مؤكدًا على أن توكيلها بإعادة إعمار غزة يعني تبخر الأموال مجددا وبشكل مخجل، على حد تعبيره، وذكر هليفي أنه خلافًا لموقفهم في بداية وأثناء العدوان على قطاع غزة، اقر نصف الإسرائيليين بفشل العدوان وعدم تحقيق الأهداف الموضوعة، وفق استطلاعات الرأي التي تمت عقب التوصل إلى اتفاق لوقف النار.
في سياق ذي صلة، أفادت صحيفة "جيروزالم بوست" الإسرائيلية في عددها أمس، إن محادثات سرية تدور في القاهرة برعاية مصرية لتخفيف الحصار عن قطاع غزة ومنع تسليح حماس، وقالت المصادر للصحيفة إن تل أبيب تعمل على تبني سياسة جديدة تجاه حماس والأوضاع في قطاع غزة حيث يلعب المصريون دورا مركزيا في هذه المحادثات بلعب دور ايجابي ملزم لحماس خلال الفترة القادمة، مشيرةً إلى إن حماس اقل تسليحا سينقصها الدافع لمواصلة الهجمات على إسرائيل، كما أوضحت المصادر عينها أنه يتم الآن تخفيف الحصار عن قطاع غزة تدريجيًا حيث يلاحظ دخول كميات اكبر من المواد التي لم تكن تدخل سابقا، على حد تعبيرها.
أما هليفي فقال في هذا السياق إن الإعلان عن الاتفاقية الجديدة مع المصريين حول قطاع غزة سيتم بعد الانتخابات الإسرائيلية في الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني (يناير) القادم، موضحًا أن القاهرة تلعب دورًا مركزيا في ذلك وان الرئيس المصري، محمد مرسي يشرف على كافة المحادثات. وحول زيارة رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس، خالد مشعل، إلى غزة مؤخرًا، قال رئيس الموساد الأسبق إن تلك الزيارة ما كانت لتتم لولا موافقة الدولة العبرية، وأن إسرائيل رفضت مرتين زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى غزة.
علاوة على ذلك، أكد هليفي على أن قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليسوا من الشياطين وجديرون بالثقة. ونقل موقع القناة السابعة الإسرائيلية عن هيلفي قوله: أنا لا أحب حماس، ولكن علينا التفتيش عن شيء فعلي والعمل على إقناع الحركة بأن من مصلحتهم الحديث معنا، نحن يجب أن نبدأ بهذا الاتجاه، على حد تعبيره.
وزاد قائلاً إنني أري في حركة حماس أنها مؤهلة للحديث وواقعها يدفع في إمكانية التحاور حول وقف إطلاق النار دون الحاجة لاشتراط إلغاء ميثاقها الداعي إلى تدمير إسرائيل، وخلص إلى القول إنه ليست هناك طريقة لوقف صواريخ القسام دون دمج حماس في العملية السياسية، على حد قوله.
جدير بالذكر أن هليفي، الذي شغل منصب رئيس جهاز الموساد ما بين الأعوام 1998 إلى 2002 كان قد قال في وقت سابق إن الوقت حان للحديث مع حماس لأنها أكثر صدقا وتأثيراً داخل المجتمع الفلسطيني من منظمة فتح.
أما حول الوضع في سورية قال هليفي إن تسوية يجب أن تتم بعيدا عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما أنه يجب إبعاد طهران عن الساحة السورية، مشيرا إلى أن محادثات إسرائيلية روسية جرت الأسبوع الماضي حول الأسلحة الكيماوية السورية.
وكان هليفي قد شن هجوما عنيفًا جدا على السلطة ورئيسها وأجهزتها الأمنية، قائلاً: إنها مجرد عبء يجب التخلص منه، وأضاف في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية الرسمية باللغة العبرية (ريشيت بيت) إن السلطة الفلسطينية تقوم بإطلاق النار من مسدس فارغ وهي عديمة الإمكانيات ومجرد طلاب للمساعدات الإسرائيلية والأمريكية، وأن تل أبيب وواشنطن لو توقفتا عن مساعدة السلطة ماليًا لانهارت على الفور، كما صرح في المقابلة نفسها أنه آن الأوان للتخلص من رئيس السلطة، محمود عباس، لأنه يشكل عبئًا على دولة الاحتلال هو وسلطته وأجهزته، على حد قوله.
وفي رده على سؤال المذيع إذا كان البديل سيكون حركة حماس، رد هليفي بالقول: نعم حماس، ونحن أصلاً نفتح خطوطًا مع حماس منذ فترة ولماذا نخفي ذلك، وهذا أفضل من السلطة ورئيسها ووزاراتها وأجهزتها الأمنية التي يجب أن ننهيها كما انهينا روابط القرى من قبل، على حد قوله.
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة