بينما استمرت الاشتباكات لليوم الرابع بين الجيش والمتظاهرين، غادر موظفو مجلس الشعب على عجالة الاثنين عقب سماع بيان اللواء عادل عمارة عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي أشار فيه إلى أن هناك محاولة محتملة لاقتحام المجلس وإضرام النيران فيه.
وشوهد عدد من موظفي المجلس يسارعون بالخروج من بوابات المجلس الخلفية تفاديا للبوابات الرئيسية وتخوفا من التعرض لأية محاولة للاعتداء من جانب المتظاهرين.وشددت قوات الأمن المركزي وقوات الجيش إجراءات التأمين والحراسة على بوابات المجلس، خاصة بوابة شارع الشيخ ريحان والبوابة المجاورة لوزارة الصحة.
وجدد المجلس الاعلى للقوات المسلحة أسفه للاحداث التي وقعت أمام مقر مجلس الوزراء وسط القاهرة ، معربا عن تعازيه لاسر الضحايا وتمنياته للمصابين بسرعة الشفاء.وكان عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة مساعد وزير الدفاع اللواء أركان حرب عادل عمارة، قال ان أحداث عنف مجلس الوزراء تهدف لتنفيذ مخطط لهدم مصر والقضاء على أهداف ثورة 25 يناير، مؤكداً صدق نية المجلس العسكري في تسليم السلطة في الموعد المحدد.
وأوضح عمارة في مؤتمر صحافي عقده امس بمقر الهيئة العامة للاستعلامات للتعقيب على أحداث العنف الأخيرة ان قوات الشرطة والجيش تعاملت بضبط النفس مع الثوار والمعتصمين الذين اعتدوا على بعض الضباط والجنود الذين يؤمنون مجلسي الشعب والشورى.
وأضاف ان احتكاكات وقعت بين المتظاهرين الذين كان بحيازتهم قنابل مولوتوف واسطوانات غاز واسلحة بيضاء، وقوات الجيش والشرطة نتج عنها اصابة بعض المدنيين الذين حاولوا كسر السور الحديدي لمجلس الشعب من أجل اقتحامه بطلق ناري، مشيراً الى ان قوات الأمن اذا استخدمت السلاح ستكون النتائج كارثية.
ولفت الى ان المعتصمين كسروا مجلس الوزراء بواسطة المطارق ونهبوا كل محتوياته، مشيراً الى ان الجنود حاولوا إقامة حواجز للفصل بينهم وبين المتظاهرين لتجنب الاشتباكات.
وأعرب عمارة عن أسفه في اشتعال النار في المجمع العلمي الذي يحوي أكثر من 200 الف مخطط نادر، والذي أفقد مصر أهم وأندر الوثائق التي تعبر عن تاريخ مصر، مشيراً الى انه تم رصد الكثير من الدعوات على الفيسبوك للتوجه لمحطة كهرباء شبرا والبنك المركزي.
وأردف ان صورة الفتاة الملقاة على الأرض ومتجردة من ملابسها رهن التحقيق ويجب مراعاة الظروف المحيطة بها، مشيراً الى ان المجلس العسكري تعهد بعدم مصادرة اي فكر أو محاكمة صاحبه متهماً وسائل الإعلام بإثارة فتنة ضد مصر ومناشدها باتقاء الله في الوطن وان تدرك مدى خطورة الموقف.
وناشد الجهات المعنية بتفعيل ميثاق الشرف الإعلامي لتجنب نشر الأكاذيب التي تحرض البعض على التخريب، مشيراً الى ان القوات المسلحة تناشد جهات التحقيق والنائب العام المستشار عبد المجيد محمود بسرعة الإعلان عن ملابسات الحادث.
وطالبت 23 منظمة بوقف جميع أشكال العنف التي ترتكب ضد المعتصمين رجالا ونساء، وإجراء تحقيق عادل وفوري من قبل هيئة قضائية مستقلة، وتتخذ جميع الإجراءات اللازمة ضد كل من تثبت إدانته في ارتكاب هذه الجرائم ومحاسبته.
وأشارت المنظمات - في بيان لها الاثنين - الى أن هذه الممارسات القمعية لا تثني الثوار عن المضي قدما واستمرار النضال من اجل تحقيق مطالب الثورة 'الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية'.
وادانت قيام الشرطة العسكرية بالاعتداء على فتاة منتقبة وخلع النقاب عن وجهها وتعرية جسدها وسحلها وضربها على أجزاء من جسدها، والاعتداء على سيدة عجوز تم جذبها من شعرها وضربها بعصا 'الشرطة العسكرية'، فضلا عن اعتقال عدد من الشابات والاعتداء عليهن بالضرب ومنهن من يرقدن حاليا في المستشفى وحالتهن الصحية متدهورة وتعرضن للتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب. بينما دعا ناشطون الى مظاهرة نسائية واسعة احتجاجا على تعرية المتظاهرة وضربها على ايدي قوات الجيش.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في بيان للامة، 'اشعر بقلق عميق بشأن التقارير المتواصلة عن العنف في مصر. واحث قوات الامن المصرية على احترام وحماية الحقوق العالمية لكل المصريين بما في ذلك حقي التعبير السلمي عن الرأي والتجمع'.
ودعت كلينتون السلطات المصرية ايضا الى محاسبة من ينتهك حقوق المتظاهرين بما في ذلك قوات الامن. واضافت 'على هؤلاء الذين يحتجون ان يفعلوا ذلك سلميا وان يمتنعوا عن القيام باعمال عنف. قلوبنا مع عائلات من قتلوا او جرحوا'.
القدس العربي
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة