تم ابلاغ اسرائيل بتغيير الوفد قبل 4 ايام من الموعد فرد رئيس وزرائها: المهم الرسالة وليس ناقلها
"القدس العربي" من وليد عوض: علمت "القدس العربي" من مصادر فلسطينية مطلعة جدا الخميس بأن رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض رفض حمل رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بحجة انه ليس "ساعي بريد" عند حركة فتح.
واوضحت المصادر بأن فياض ابلغ عباس بشكل رسمي يوم الخميس من الاسبوع الماضي بانه يعتذر عن نقل الرسالة، مبررا قراره بانشغاله بفعاليات يوم الاسير الفلسطيني الذي صادف يوم الثلاثاء الماضي يوم تسليم الرسالة لنتنياهو من قبل الدكتور صائب عريقات واللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية.
واشارت المصادر الى ان السبب الحقيقي وراء قرار فياض نقل الرسالة هو عدم مشاركته في صياغة الرسالة وما تحتويه للجانب الاسرائيلي، وانه "اولى بالجهة التي صاغتها وكتبتها ان ترسلها"، الا وهي حركة "فتح" فحملها الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة المركزية للحركة واللواء ماجد فرج احد قادتها والذي يتولى رئاسة جهاز المخابرات العامة.
وعلمت "القدس العربي" بأن اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لم يطلعوا على الرسالة عقب صياغتها النهائية ولم يتم احاطتهم علما بالتغييرات التي جرت على المحاور الرئيسة للرسالة الامر الذي دفع عبد ربه الذي تولى امنة سر اللجنة التنفيذية لحث فياض على رفض نقلها ومن ثم تضامن معه بحجة انه لا يجوز ان يظهر رئيس الوزراء مستنكفا لوحده عن قرار عباس فانضم اليه رافضا مرافقة عريقات وفرج كونه امينا لسر اللجنة التنفيذية.
وحسب المصادر الفلسطينية فان الجانب الفلسطيني ابلغ مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة الماضي- اي بعد يوم من قرار فياض وقبل 4 ايام من الموعد المقرر لتسليم الرسالة- بتغيير تركيبة الوفد الفلسطيني الذي سيحمل الرسالة، وان فياض لن يكون على رأس الوفد رغم ان الموعدد حدد من قبل مكتب نتنياهو على اساس مشاركته كرئيس للوفد الفلسطيني.
الا ان الجواب الاسرائيلي لم يتأخر كثير حول تغيير تركيبة الوفد الفلسطيني وجاء مساء يوم الاحد الماضي من خلال وزارة الشؤون المدينة اي من خلال الارتباط بان "المهم الرسالة وليس ناقلها"، فتوجه عريقات وفرج الثلاثاء الماضي للقدس الغربية وتحديدا لمقر اقامة نتنياهو، فسلموا الرسالة في غضون 20 دقيقة استغرقتها عملية الاستقبال والتسليم والتوديع.
وكان غياب فياض وعبد ربه عن عملية نقل الرسالة اثار جملة من الاسئلة حول الاسباب الحقيقية التي تقف خلف هذا الغياب، ومنها وجود خلاف حاد بين عباس وفياض بشأن مضمون تلك الرسالة الامر الذي نفاه نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس لـ"القدس العربي" الخميس، رافضا اعطاء تفاصيل حول تغيير تركيبة الوفد الفلسطيني، مكتفيا بالقول بان فياض قال بانه حدثت له انشغالات حالت دون توليه رئاسة الوفد الفلسطيني لنقل الرسالة.
وقلل حماد من اهمية التغيير الذي جرى على تركيبة الوفد الفلسطيني، موضحا لـ"القدس العربي" بشأن سؤالها هل اغضب ذلك التغيير الجانب الاسرائيلي بالقول "الاسرائيليون كان المهم لديهم الرسالة بغض النظر عن الشخص الذي سينقلها"، رافضا الخوض في التفاصيل.
هذا ويردد بعض المقربين من فياض بانه تلقى نصائح عديدة من اطراف فلسطينية بعدم نقل الرسالة لنتنياهو في يوم الاسير الفلسطيني، وان توقيت تسليمها غير سليم، وان تحديد الاسرائيليين يوم الثلاثاء الماضي موعدا لتسلم الرسالة لم يكن الهدف منه بريئا، بل تم اختياره من قبل مكتب نتنياهو بشكل متعمد في يوم الاسير الفلسطيني، الامر الذي رفضه فياض، فقرر الاعتذار عن المشاركة في نقل تلك الرسالة في يوم الاسير الفلسطيني.
وسادت حالة من الغضب في صفوف حركة فتح وخاصة لجنتها المركزية والمجلس الثوري على فياض ومن خلفه عبدربه الذي شجعه على اتخاذ ذلك القرار كما يدور في كواليس وصالونات قادة الحركة.
وفي ظل حالة الغضب السائدة في "فتح" تجاه فياض وعبد ربه اصبحت تسمع تهديدات في صالونات ولقاءات قادة الحركة بان "يوم الحساب قادم" من قبلها لفياض ومن خلفه عبد ربه الذي يتولى الاشراف على الاعلام الرسمي الفلسطيني.
وسادت اوساط المحللين الفلسطينيين خلال الايام الماضية حالة من التحليل والتفسير لغياب فياض وعبدربه عن نقل رسالة عباس لنتنياهو والتي نقلها عريقات برافقه فرج.
وتباينت التحليلات السياسية الفلسطينية حول غياب فياض، فهناك من اعتبر ان عريقات هو الاولى بهذه المهمة باعتباره المسؤول الاول عن ملف المفاوضات وان فياض ليس له أية صلة بالمفاوضات وعمله الأساسي في الحكومة إداري وليس سياسياً ولهذا السبب تم استبعاده، وبين من قال حينما تقوم الحكومة الإسرائيلية بتكليف اسحق مولخو بهذه المهمة، فمن الأجدر بحكومتنا أن ترسل نظيره الفلسطيني وهو د.صائب عريقات، فيما اضاف اخرين بان فياض ليس مقتنعا اصلا بجدوى اللقاء والرسالة فقرر عدم قبول تكليف عباس له بنقل الرسالة، في حين ارجع البعض سبب غياب فياض الى انه من غير اللائق أن يحمل الرسالة رئيس الوزراء من حيث "البروتوكول" اي انه من غير اللائق ان ينقل رئيس الوزراء الفلسطيني لنظيره الاسرائيلي رسالة عباس، لانه هل سينقل نتنياهو بنفسه رسالته المرتقبة لعباس؟.
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة