إنك جزءٌ من الكون , لستَ أقل من الغني ولستَ أفضل من الفقير , وسواء كان
الفرق واضحاً بالنسبة لك أو لم يكن ! , فلآ شك أن هناك من يعيش في أقصى
الأرض وهناك من يقرأ هذا الموضوع الآن , ولذا يجب أن تؤمن بما لديك وأن
تكون قريباً من ربك , ومهما كانت أعمالك وقراراتك في خضم الحيرة المزعجة
للحياة , يجب أن ترضى بكل الأحوال , وعلى الرغم من أن هذا العالم الكبير
بما يحمله من تزييف وحقيقة لكل الوقائع إلآ إنهُ لا يزال متقلب المزاج
والتفكير والقرار
كانت هناك قطعة من الزجاج ملقاه على الأرض , فألتقطها أحدهم ونظر إلى أشعة
الشمس من خلالها , وأمّا الآخر فأستخدمها في إشعال النار , والأخير أماط
آذاها عن الطريق , لكل منهم قوانين تتحكم بعقليته وتتنافى مع العديد ولكنها
تبقى المتحكم الأول والرئيسي بتلك التكوينة ..
هناك قوانين ومبادئ تؤثر على حياتنا طوال الوقت تأثيراً جذرياً , فـ على سبيل المثال :
قوانين الجاذبية والمغناطيسية , والقوانين التي تتحكم في دورة المد والجزر وفصول السنة الأربعة المتغيرة وقانون دوران الأرض في المدارات
وهناك القوانين العلمية التي تختص بالعلوم والتي لا نعرف كيف تم إستنتاجها
؟< ولكننا نستخدمها كثيراً في حياتنا ولها التأثير الوقعي بشكلً واسع
لا علينا , لنذهب قليلاً إلى نوادر العرب قديماً :
إذ يحكى أن أخوة ثلاثة مات والدهم , وترك لهم وصية يعلمهم فيها كيفية قسمة
المال بالإشارة والدلالة , وليس بالصراحة . ولكنهم لم يفهموا إشارات الوصية
, فدلوهم على حكيم قادر على فك رموزها . وفي الطريق قابلهم شخص تبدو عليه
علامات الإرتباك والعجلة , فقالوا له :
(( هل تبحث عن بعيرك الضال ؟ )) فقال : نعم
فقال له أحدهم : أهو أبتر ؟ فقال : نعم
وقال له الآخر : أهو أحول ؟ فقال : نعم
فقال له الثالث : أهو أعرج ؟ فقال : نعم
فقالوا لهُ : ما رأيناه
ولكن الرجل أمسك بهم وقال : والله ما أخذ بعيري غيركم , وجرهم إلى الحكيم الذي كانوا يقصدونه .
وهناك شرحوا للحكيم كيفية معرفتهم لأوصاف البعير فقالوا :
أما أنهُ بعير ضال ! فقد عرفنا من عدم إنتظام خطواتهِ والفرق بين كل خطوة وخطوة .
وأما أنهُ كان أحول ! فقد علمنا ذلك من كونه يأكل من الأجمة القليلة العشب ويترك الكثيرة.
وأما أنهُ كان أبتر ! فقد عرفنا ذلك من تجمع روثه (أكرمكم الله) في مكان واحد.
وأما أنهُ كان أعرج ! فقد علمنا ذلك من إختلاف وطء خف عن خف .
فأقتنع الحكيم بإجاباتهم وقال للرجل أن يبحث عن بعيره فليسوا بأصحابه
ثم سألهم عن حاجتهم , فأخبروه بقصة والدهم , فقال لهم : ماذا يفعلُ حكيمٌ واحد بثلاثة حكماء ؟
وهناك من يقول أن العقل والقرار هي القوة الرئيسية التي تشكل وتصنع من
الإستحالة حالة , ومن المستحيل من الممكن , ومن غير الموجود ربما , تختلف
الإيقاعات الفكرية لسرعتها أو حتى لبطئها , ولربما كان جهلها هو الأمر
المتداول كثيراً في هذه الإيام
هناك الكثير من القرارات ينتجها العقل قد تُعجّل من إصلاح المواقف وقد تطيح بها إلى أسفل الأسفلين