nuha الاداره
تاريخ التسجيل : 30/04/2009 عدد المساهمات : 10172 الجنس : العمر : 61 الموقع : Jordan العمل/الترفيه : ربه بيت نقاط : 85918 وسام المشرف المميز أحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: هممنا كيف نستنهضها 23/05/09, 10:20 am | |
| اعباء الحياة على انسان هذا العصر ثقيله ، وحمله بلا شك يزداد ، وظروف العيش ومتطلباته ، لم تعد كما كانت قبل عقود ، حيث البساطة في كل شيء ، والدخل على قلـّته يكفي ، بل ان بعض الاسر بنت منه بيوتا ، وزوّجت ابناء ، وربما انها ادّخرت منه لحج احد افراد تلك الاسرة.
وتدور عجلة هذا الزمن ، الذي نلهث يوميا وراءه ، ولا نكاد نمسك به ، فتسارعه وهو يأخذ من حياتنا ، غير ملتفت الينا ، يجعلنا اسرى لكل ما هو جديد وغريب فيه ، فلا تجد احدا تجلس معه ، لتسأله كيف الحال؟ فينطلق الجواب وكأنه على حافــّة لسانه (افّ الله يعين على ها الوضع) ، ثم يبدأ باللوم وان اعباء الحياة يحملها ، كانها جبل على ظهره.
هل الخلل في الزمن؟ ولا اعتقد ذلك ، ام انه بمفرداته وما نريد منه؟ لكل امّة مهما ارتقت وتعلمت واختلطت بغيرها من الامم الاخرى ، اسلوب حياة ، وطريق عيش ، فهي ليست ابدا ملزمة ، لكي تاخذ كل ما هو جديد على الاطلاق ، فالثوب اذا كان لا يليق بك فانه يفضحك.
الكل يلهث ، وكاننا في سباق مع الزمن ، ولا نشبع ، الزمن يضحك علينا ، فترى الواحد منا ، وقد اصبح مثل الآلة تدور بلا توقف ، يريد ان يحصّل لنفسه كل ما يريد ، فهو لا يرضى بسيارة بسيطة ، تناسب دخله ، وبيت يأوي اليه مع اسرته ، على قدر حاله ، بل لا بد ان (يبازي) ويجاري الاخرين الميسورين ، ويحمـّل نفسه ديونا كثيرة ، قد يتطلب سدادها عشرات السنين ، فلماذا؟ لا يعقل ان يكون نقصان احدى الميزات ، في هذه الحياة عند احدنا ، مدعاة للكفر بباقي المزايا ، ولا يمكن ان نستمر بهذه النظرة المادية البحتة للحياة ، وكأن احدنا يريد ان يحيزها له وحده.
اليس العقل نعمة؟ اليست الصحة نعمة؟ اليست سلامة الحواس عندنا نعمة؟ اليست الروح نعمة فهل من لحظة يتوقف الواحد منا مع نفسه ، ليعد الايجابيات التي يتمتع بها ، ثم يقول في نفسه ، يا الله ما اكرمك.
يحكى ان اعرابيا كان يركب على ناقته في الصحراء ، فسقطت الناقة بلا سبب ، فماتت ، فجلس الى جانبها يقلـّبها ويبكي بحرقة عليها ، ومّر به رجل معه قطيع من الابل فرأى الرجل فاقبل عليه ، وسأله يا هذا ما الذي يبكيك بهذه الحرقة؟ اتبكي على ناقة؟ انظر الى هذه الابل واختر منها ما شئت ، هنا رفع صاحب الناقة راسه ، وقال ، يا هذا انا لا ابكي على ناقتي ، فهي كما ترى كاملة رأسها وجسمها واقدامها لم ينقص منها شيء ، لكنّي ابكي على ذلك السّر الذي كان يحملني ويحمل الناقة اين ذهب؟ نعم انها الروح ، هذه الجوهرة التي نحملها وتحملنا ، اليست هذه بحد ذاتها نعمة ، فما الذي يجعل فقيرا جائعا يضحك ، ويقول ، الحمد لله؟ وما الذي يجعل غنيا همّه جمع الملايين ، يلعن الحياة ومن جاء به اليها.
اعتقد اننا نبحث عن الدواء ، من هذا العناء والكبد الذي نعيشه يوميا ، وفي كل لحظة ، ونحن لا ندرك ، انه يسكن بين جنباتنا ، نعم انها قناعة النفس ، بما وهبها الله واعطاها وحدّد لها رزقها ، وقال لها سيري في الارض ، الى اجل مسمّى.
كان اعرابي يطوف حول الكعبة ، فسمع صوتا يتلو القرآن ويرتل (رزقكم في السماء وما توعدون فورب السموات والارض انه لحق مثلما انكم تنطقون) فاجهش الاعرابي بالبكاء وقال من اغضب الجليل لكي يقسم هذا اليمين العظيم.
نعم ان لكل واحد منا رزقه ، وقسمته في هذه الدنيا ، وهذا لا يمنع ، بل يستدعي ان نبذل الجهد ، وننجح ، ونتعب ، من اجل بناء الحياة ، وتحقيق المنجزات فيها ، لكن الكارثة والمصيبة العظمى ، عندما يقفز البعض فوق المحرمات ، لكي يحقق مكاسب له ، او يسير في دروب الحرام والسرقة والرشوة ، لكي يجمع مالا بدون وجه حق ، خاصة اذا جاء هذا المال نتيجة ميزات لوظيفته يستغلها ، لان المال العام حرام ، لا يجوز الاقتراب منه ، على الاطلاق.
ان شحذ الهمم ، يكون دائما من خلال رضى النفس اولا ، والتصالح معها ، والقناعة بما اعطانا الله ، اما ان يسلك البعض طرقا اخرى محرمة ، او ينظر دائما الى ما بأيدي الناس ، فهذا هو الهمّ الذي يبقى معه ، حتى يغادر الدنيا.
الهمّة العالية ، ان تجتهد في الحياة ، وتكسب بالحلال ، وتعيش راضيا بما اعطاك الله ، وان تقنع بما هو موجود عندك ، وتشكر الله عليه ، وتقول في نفسك ومع اسرتك بعد كل وجبة مهما كانت بسيطة ، الحمد والشكر لله.
وليعلم احدنا ان الرغيف امامك على طاولتك ، ليس موجودا لدى الكثير من الفقراء في هذا العالم ، فكلما كانت نفوسنا راضية ، تكون مرضية عند بارئها ، لنفكر في ان نعطي ولو القليل القليل ، لمن يحتاج ، ولنخفف من اللهاث ، وراء هذه الدنيا ولا نغبط غنيا لغناه ، ولا صاحب قصر ، لفخامة قصره.
العمر اقصر من ان نضيّعه عبثا ولهاثا وراء سراب ، ولنكن من الذين يرضون ، فيعيشون براحة ، ويعمّرون الاخرة ، فيجدون لهم ما صنعوا حاضرا بين ايديهم فما اجمل ان نفوز بالاثنتين.
| |
|
صقر الحج عناني أمير
تاريخ التسجيل : 21/02/2009 عدد المساهمات : 15568 الجنس : العمر : 54 الموقع : بيت عنان العمل/الترفيه : على الله المزاج : يوم امنيح وعشره زي نقاط : 75192 وسام العضو المميز على لوحة الشرف أحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: هممنا كيف نستنهضها 24/06/09, 05:04 pm | |
| العمر اقصر من ان نضيّعه عبثا ولهاثا وراء سراب انما العمر لكي نستثمره في ماهو خير مشكوره اختي دمتي بالف خير | |
|
مارات سافين عناني أمير
تاريخ التسجيل : 30/12/2008 عدد المساهمات : 5681 الجنس : العمر : 42 الموقع : في الأمة الأسلامية العمل/الترفيه : سري للغايه المزاج : في إنتظار المجهول نقاط : 65210 وسام المصمم المميز وسام العضو المميز على لوحة الشرف أحترام قوانين المنتدى :
| موضوع: رد: هممنا كيف نستنهضها 27/12/11, 07:25 pm | |
| يارك الله أختي فيكي على ه الرسالة أوكما قال الشاعر نعيب زماننا والعيب فينا ** وما لعيب في الزمان سوانا ونهجوازماننا بكل عيب ** ولو نطق الزمان لهجانا أصلح هاته الأمة لما فيه الصلاح والفلاح ، فقد أصبحنا جسد بلا روح | |
|