كتب رئيس التحرير د.ناصر اللحام - قبل ايام وبرعاية اللجنة القطرية لدعم القدس قامت مؤسسة اعلاميون من اجل القدس بإقامة حفل تكريم لنا ، وكانت عريفة الحفل ماهرة في تقديم اجمل الكلمات ، ومن باب الاحترام قالت الزميلة ان نبيل عمرو هو الذي يحافظ على سرب الصحافيين موحدا . وكما تعلمون فان نبيل عمرو لا ينقصه سرعة البديهة والارتجالية في مثل هذه المواقف فسارع يقول : انها مقدمة جميلة وكلمات طيبة ولكنني لم انضبط في داخل السرب فانا الذي اغرّد خارج السرب . فصفق الجمهور مبتسما وكان اول المبتسمين الاخ ابو علاء قريع وابو علي شاهين .
نبيل عمرو وسفيان ابو زايدة وابو علي شاهين وغيرهم لا يخفون انتقاداتهم للرئيس ابو مازن ، ويكتبون ذلك علانية . فيما يحتفظ اخرون وبينهم قادة في اعلى السلم التنظيمي والسيادي بوجهة نظرهم في قلوبهم ويكتفون بالتعبير عنها في داخل الصالونات المغلقة وينتقدون الرئيس في كل شئ احيانا وفي بعض المواقف احيانا اخرى . وبغض النظر فانني ارى ذلك من صفات المجتمع السليم ، و ان اية مؤسسة لا تنتقد مديرها احيانا انما هي مؤسسة منافقة ، وان اي حزب لا يجرؤ فيه اعضاء القيادة على مخالفة الزعيم انما هو حزب دكتاتوري ومريض ولا بدّ ان يسقط عن الحكم ان اجلا او عاجلا لانه لا يستحق ان يحكم الناس . والجميل في فلسطين اننا لا نزال ننتقد انفسنا ، ولم يجرؤ اي قائد او حزب على حظر التفكير الحر ... ولكن في النهاية ان الانضباط لنتيجة الانتخابات والاعتراف بحق الفائز هو شرط نجاح اللعبة .
مروان البرغوثي " ابو القسام " مثله مثل باقي الاسرى القدامى ، نساهم السياسيون في داخل اقبية السجن ، ولم تشملهم صفقات تبادل الاسرى ، لا صفقة الافراجات السياسية ولا صفقات التبادل مع الحكومة المصرية ولا صفقة شاليط . ولغاية الان لم يكلّف نفسه اي قائد في الخارج ليشرح لنا لماذا لم تشمل صفقات التبادل والافراجات مروان البرغوثي واحمد سعدات وابراهيم حامد وعشرات ممن ينتظرون في الاقبية الحجرية كل يوم ؟
وعلى اساس ان الصحافيين الفلسطينيين ممنوعون من مقابلة الاسرى، سمحت مصلحة السجون الاسرائيلية لصحافيان اسرائيليان من القناة العاشرة ومن هارتس بمقابلة النائب الاسير مروان البرغوثي والذي أجاب على أسئلتهما بكل وضوح حول الحرب الاسرائيلية على غزة والمصالحة الوطنية والعلاقة بين فتح وحماس كما وايّد البرغوثي بشدّة توجه الرئيس للامم المتحدة.
مصلحة سجون الاحتلال قالت للصحافيين إنها تريد أن تفحص المادة حتى تتأكد من أن أقوال البرغوثي لا تمس بأمن اسرائيل ووعدت باعادة الاشرطة في نفس اليوم، لكن جهاز الشاباك صادر المواد ومنع اعادتها أو بثها.
وعلى ذمة تلفزيون اسرائيل فان مروان البرغوثي قال كلاما كثيرا طوال ساعتين ، و انه لا يستبعد ان يكون هو الرئيس القادم لفلسطين ، وانه يتوقع ان تندلع انتفاضة ثالثة تعتمد على المقاومة الشعبية في حال استمرت اسرائيل بالاستيطان ، وان مصلحة السجون اوقفت عزلا استمر عليه لمدة 6 سنوات ونقلته الى زنزانة فيها اربعة مقاعد ، وكان يجاوره في الزنزانة الاسير المحرر سمير القنطار ونجله قسام الذي امضى اربع سنوات في السجن .
الصحافة الاسرائيلية تقول ان الرئيس عباس يخشى من نفوذ مروان البرغوثي وان عرفات كان يخشاه ايضا وانه لم يذرف الدموع حين اعتقاله ، وان حماس ايضا تخشاه لانه صاحب تأييد شعبي كاسح .
ونحن نقول للإسرائيليين ، ان لدينا رئيسا منتخبا ، وبرلمانا منتخبا ، وقيادة شرعية . وان ابناء فلسطين يفهمون على بعضهم البعض من دون كلام . وحتى لو صادروا الشريط ومنعوا بثّه وحتى لو ان مروان لم ينبس ببنت شفة فسوف نفهم عليه ويفهم علينا ... واذا اراد ان يكون رئيسا فالطريق واضح ، ليرشح نفسه للمنصب وهذا حقّه مثل غيره من القادة .وان فاز فان عليه الامانة ، وعلينا السمع والطاعة.
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة