عاد اسم الاسير الفلسطيني مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الى الساحة السياسية الفلسطينية من بوابة امكانية ان يتولى منصب نائب الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتواصل قيادات في حركة فتح منها اعضاء في اللجنة المركزية طرح فكرة تعيين البرغوثي نائبا لعباس ‘لاصطياد عصفورين بحجر واحد’ كون ذلك التعيين سيكون اداة ضغط على اسرائيل والمجتمع الدولي للافراج عن البرغوثي كونه يتولى منصب نائب الرئيس، والهدف الثاني من ذلك الطرح هو قطع الطريق على بعض اعضاء اللجنة المركزية وقيادات في الحركة تتطلع الى منصب الرئيس اذا ما غادره عباس لاي سبب، سواء اذا ما اصر على موقفه عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، او اذا ما غادر ذلك الموقع بسبب وضعه الصحي حيث يبلغ الرجل من العمر 78 عاما.
وجاء تجديد اعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح طرح ضرورة تعيين البرغوثي نائبا للرئيس في اجتماع اللجنة المركزية الذي عقد السبت الماضي برئاسة عباس على وقع تواصل التحضيرات لقيام وفد من الحركة برئاسة محمود العالول لزيارة البرغوثي في سجنه في محاولة منهم لاقناعه بضرورة تولي منصب نائب الرئيس ليكون هو مرشح فتح للرئاسة في اية انتخابات رئاسية قادمة في الاراضي الفلسطينية، وذلك في ظل مواصلة عباس اصراره على عدم الترشح لولاية رئاسية اخرى.
وتصاعدت في الآونة الأخيرة أصوات داخل فتح تطالب بضرورة تعيين نائب لعباس كان ابرزها صوت اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لفتح الذي سبق وطالب في تصريحات عبر صحيفة ‘القدس العربي’ بضرورة تعيين نائب للرئيس حرصا على المصالح العليا للشعب الفلسطيني.
وبحسب القانون الأساسي الفلسطيني فإن رئيس المجلس التشريعي – الذي يتولاه حاليا عزيز الدويك القيادي في حركة حماس- يتولى مباشرة صلاحيات رئيس السلطة في حالة استقالة عباس او عجزه عن ممارسة صلاحياته سواء جراء مرضه او وفاته، في حين يتولى عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية رئاسة اللجنة خلفا لعباس اذا ما حدث له اي مكروه.
وفي ظل تولي الدويك رئاسة السلطة لمدة 60 يوما لحين اجراء انتخابات رئاسية للسلطة، يتولى عبد ربه رئاسة المنظمة، الامر الذي سيبقي حركة فتح اكبر فصائل منظمة التحرير خارج صنع القرار اذا ما حدث اي مكروه لعباس.
وكان الطيراوي طالب في تصريحات لـ’القدس العربي’ قبل اسابيع بضرورة تعيين نائب لعباس، كـ’إجراء ضروري للمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، خاصة في ظل تعطل عمل المجلس التشريعي’، مشيرا الى انه منذ عام تقريبا يطالب من خلال اجتماعات اللجنة المركزية والمجلس الثوري بضرورة تعيين نائب للرئيس.
وفيما يواصل الطيراوي الدعوة لتعيين نائب لعباس منذ اكثر من عام انضم اليه اعضاء اخرون من مركزية فتح مثل محمود العالول واعضاء في المجلس الثوري يساندون ذلك المطلب، لاسيما في ظل التهديدات الإسرائيلية لعباس، وتحسباً لأي فراغ سياسي بعد تصريحات الأخير بعدم رغبته بترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وبات اسم البرغوثي مطروحا لتولي منصب نائب الرئيس الفلسطيني في حين تتواصل الاتصالات الفلسطينية مع اطراف عربية ودولية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على الحكومة الإسرائيلية للإفراج عن البرغوثي.
ويسود اعتقاد لدى التيار المساند لفكرة تعيين البرغوثي نائبا لعباس بان تلك الخطوة ستحظى بشبه اجماع داخل صفوف الحركة وستدفع الحالمين بتولي منصب الرئيس او الترشح اليه باسم فتح الى اعادة حساباتهم كون مرشح الحركة سيكون جاهزا في اية انتخابات رئاسية فلسطينية قادمة حتى وان كان قابعا في زنزانته بداخل سجون الاحتلال الاسرائيلي.
ولا بد من الذكر بأن متضامنين فلسطينيين ودوليين اطلقوا الأسبوع الماضي حملة دولية هي الأكبر من نوعها، في جزيرة روبين آيلاند، الواقعة في أقصى جنوب جمهورية جنوب إفريقيا، لإطلاق سراح البرغوثي والأسرى السياسيين الفلسطينيين المعتقلين في سجون اسرائيل.
من جانبه صرح محمود العالول امس الثلاثاء بان ‘قيادة الحركة قررت تكثيف التواصل مع الأسرى القابعين في معتقلات الاحتلال، وفي مقدمتهم الأسير مروان البرغوثي وذلك من خلال تنظيم زيارات من قبل أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة، خاصةً وأن قضية الأسرى تحتل الصدارة بالنسبة للرئيس عباس وحركة فتح’، كاشفا في تصريحات إذاعية أن الاجتماعات الأخيرة للحركة اتخذت قراراً بضرورة زيارة البرغوثي بشكل مستمر’،ومشيراً إلى أنه تم إجراء الاتصالات مع الجهات ذات الاختصاص من أجل تجهيز الترتيبات لإجراء تلك الزيارة، معبرا عن أمله في ان تتم موافقة سلطات الاحتلال على الزيارة ‘وذلك
للاطمئنان على صحة الأسير البرغوثي.
القدس العربي
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة