المقاومة الشعبية شكل نضالي حضاري وانساني مشروع ومعترف فيه في كل المحافل والمنظمات والهيئات والاوساط الدولية وفي الحالة الفلسطينية يشكل ترجمة ميدانية للقرار الدولي الاخير في الجمعية العامة للامم المتحدة التي اعترفت بفلسطين دولة مراقبة من حقها ان تسيطر على اراضيها وان تعمل من أجل استكمال السيادة على جميع الإراضي التي احتلت عام 1967 وبالتالي فإن القرار يعني ان ما تقوم به اسرائيل من مصادرة للاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات عليها يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي يجب علينا جميعا ان نعمل على رفضة ومقاومتة بكل الاشكال النضالية المتاحة ضمن الظروف والشروط الموضوعية لإختيار وانتهاج الشكل النضالي المناسب، وهذا ينسجم مع تصريحات السيد الرئيس في اكثر من مناسبة عن المقاومة الشعبية ودعوته المتواصلة لضرورة المقاومة الشعبي للدفاع عن الاراضي المصادرة ورفض الاستيطان، وكذلك فإن القوى الفلسطينية بمختلف اطيافها السياسية تحدثت على أن المقاومة باشكالها المختلفة حق مشروع يتقدم الشكل ويتأخر حسب معطيات وظروف كل مرحلة وكذلك حسب الأستعداد الذاتي لتلك القوى بمعنى حسب نضوج الظرف الموضوعي والذاتي لإنتهاج الشكل النضالي المناسب لذا جاء اختيار القوى المقاومة الشعبية و النشطاء الفلسطينيين بخلفايتهم الفكرية واطيافهم السياسية المختلفة لتشكيل وبناء القرى الإفتراضية مثل باب الشمس وامتدادها باب الكرامة شكلا ابداعيا خلاقا ينسجم مع رؤى وتطلعات القوى السياسية وبرامجها لا بل جاء ترجمة ميدانية لكل القراءات الحوارات والمبادرات التي تقدمت وطالبت بها تلك القوى لذا كان من الطبيعي ان تتبنى هذه القوى هذا النهج الكفاحي المبدع وتعمل بكل طاقاتها من أجل رفع وتيرة الاشتباك مع الإحتلال وذلك بحشد جماهيرها وتسليحها بكل الأشكال التي تساعد على ديمومة العمل بل والعمل على توسيع هذا الشكل النضالي الخلاق وفتح ابواب للمقاومة والمواجهة الشعبية مع العدو في كل مكان على الاراضي الفلسطينية وعدم الإكتفاء بالدعم اللفظي والتصريحات المتكررة لوسائل الاعلام والتوجه لإماكن المواجهة من قبل القيادات واخذ الصور التذكارية وكفى الله المؤمنين شر القتال، وترك الشباب في العراء يلتحفون السماء.
جائت هذه المقدمة حبا واحتراما لتاريخ تلك القوى التي تعلمنا في صفوفها ومن واقع قراءة موضوعية ورصد ميداني لما حدث في باب الكرامة تحديدا، حيث هناك العديد من المظاهر التي يجب رصدها وقرائتها واستخلاص العبر والوقوف امامها من اجل توسيع ومواصلة فتح ابواب للنضال على كل متر من الارض الفلسطينية المحتلة
من هذه الظواهر:
- ايعقل ان قرى معروفة بتاريخها النضالي المشرق والحافل بالتضحيات مثل قرى شمال غرب القدس عدد سكانها يقارب 35 الف لم تستطيع ان تحشد 500 مواطن في قرية باب الكرامة .
- حركة فتح التي تتميز بتواجدها في كل مكان في هذه القرى لم تستطيع ان تحشد العشرات من الشباب
- الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لها جذور عميقة وضاربة في تلك المنطقة من فلسطين شاركت فتح بحشد العدد القليل من انصارها حيث اقتصر العدد على مجموعه من العناصر المعروفة والتي لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة .
- الحركة النسائية ايضا لها جذور وامتدادت في هذه المنطقة مثلتها سيدة فاضلة واحدة كانت بمثابة وقامة وطن تجاوز عمرها السبعين عاما.
- فلسطين ليست قرى شمال غرب القدس والقوى الوطنية تمتد على مساحة الوطن جميعة ايضا هذه القوى كانت غائبة جميعا واقتصر حضورها فقط على بعض القيادات التي جاءت كما ذكرنا اعلاه من باب رفع العتب لم تصمد سوى لساعات وطبعا لم تنس ان تطلق تصريحات نارية لوسائل الاعلام واختفت من المشهد تاركة ابناء قرية باب الكرامة بعددهم القليل في مواجهة الة الحرب العسكرية وحيدين الا من ايمانهم بعدالة قضيتهم، اين انصار التنظيمات والقوى الشعبية التي كان من المفترض أن تأتي دعما لإبناء باب الكرامة وقبلهم اخوانهم في باب الشمس بالالاف وليست بالعشرات من باب رفع العتب.
- حزب الشعب انطبق عليه ما ينطبق على الجبهة الديمقراطية وفتح حضور هامشي مشاركة شكلية اقتصرت على عدد محدود جدا لا يليق بحزب بعراقة حزب الشعب.
- همسة في اذن الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كنتم غائبين تماما عهدناكم دائما طليعة !! وكأن ما يحدث في باب الكرامة كان على كوكب اخر .
اخيرا اليس من المعيب ان الحركة الوطنية الفلسطينية اقل فصيلا منها يحمل على كتفة ما لا يقل عن 40 سنة وحين اقتحم الجيش قرية باب الكريمة لم يكن موجود سوى اقل من 20 شاب؟