يا من وهب عبادة العقل بين هذه النواميس التي لا تعقل حتى لا يتم أبدا عقل إنسان ولا تكمل أبدا حكمة حكيم فيظل باب الخطأ مفتوحا لأكبر العقول وأصغرها فتكون الحيرة قاعدة من قواعد العقل ليخرج من ذلك أن يكون التسليم قاعدة من قواعد القلب!
يا من جعل في شفائنا بالعلم داء آخر من العلم حتى لا يرتفع المضر من الأرض ولو صار أهل كل الأرض علماء
يا من جعل الناس في الحياة كأوراق الشجر من اليابسة التي تتقصف إلى جانب الخضراء التي ترف، ثم إذا الناس جميعا كالأوراق جميعا. يبست وتفتتت فطارت بها الريح تذروها فلا يعلم مستقرها ومستودعها إلا هو.
إن للشجرة تماثيل يرفعها الله في كل مكان يوجد الإنسان فيه لتقول له : كن دائما ذا فروع لتظلل بأبنائك موضعك من التاريخ كريما في حياتك تعطي مما تأخذ كن طاهرا تعرف كيف تستمد شيئا واحدا يعيش عليك كن مع جنسك مختلف الظاهر على جرثومتك وموضعك فذو ثمر أو زهر أو شوك ولكن ابق في داخلك وعنصرك مع غيرك من الناس على قانون واحد