غزة ـ ‘القدس العربي’ ـ من أشرف الهور: دخلت حالة التوتر القائمة بين السلطات المصرية وحركة حماس التي تحكم قطاع غزة مرحلة أكثر تعقيدا، عقب إعلان الجيش المصري عن اكتشاف عبوات ناسفة أسفل ثكنة عسكرية على الحدود مع غزة، موصولة بصواعق تفجير داخل حدود القطاع، وردت حركة حماس بالتأكيد على امتلاكها معلومات بقيام عناصر من الجيش المصري بزراعة ألغام كبيرة تحت نقاط الحراسة المصرية وحفر أنفاق متجهة من المكان إلى غزة.
وذكرت تقارير يوم أمس أن الجيش المصري تمكن من العثور على ثلاث عبوات ناسفة أسفل نقطة حرس الحدود بمنطقة البرازيل موصولة بصاعق يبعد 800 متر على الجانب الآخر من الحدود، في إشارة إلى قطاع غزة.
ونقلت التقارير نقلا عن مصادر عسكرية أن الجيش المصري يقوم بعمليات فحص للكشف عن المتفجرات أسفل النقاط الأمنية الحدودية خشية أن يكون هناك المزيد من العبوات الناسفة المعدَة للتفجير.
ويرتبط قطاع غزة بحدود برية مع مصر تمتد لـ 12 كيلو مترا، يقام أسفلها العديد من الأنفاق التي تستخدم في تهريب البضائع لسكان قطاع غزة المحاصر.
وردت حركة حماس التي تتعرض منذ عزل الرئيس مرسي مطلع تموز (يوليو) الماضي لحملة اتهامات كبيرة من مسؤولين مصريين ووسائل إعلام مناوئة لجماعة الإخوان المسلمين، بنفي الاتهامات الجديدة ضدها.
وندد الدكتور صلاح البردويل القيادي في الحركة بمحاولات الزج بحماس في أتون الصراع الداخلي المصري بدون أي دليل أو منطق، وقال ان معلومات وصلت إلى الحركة من شاهد عيان تفيد بقيام الجيش المصري بزراعة ألغام كبيرة تحت نقاط الحراسة المصرية وبحفر أنفاق متجهة من المكان إلى غزة.
وكتب البردويل على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ‘الفيسبوك’، أن هذه الأفعال تأتي لـ ‘إلصاق التهم بحركة حماس′، منتقدا دعوات الإعلام المصري للجيش بضرب قطاع غزة، وقال انها تتناغم مع الاحتلال، وطالب أيضا بكشف الحقيقة ‘قبل أن يبدأ التزوير’، مشيرا إلى وجود حملة ورغبة محمومة وإعلام موجه لـ ‘ضرب غزة وتصدير الأزمة الداخلية المصرية للقطاع المحاصر’.
وأكد أن حماس لا تدري ما هي الفائدة المرجوة من وراء هذه الحملة المحمومة لـ ‘إلصاق تهم مفبركة لحماس والزج بها في أحداث سيناء بلا دليل ولا منطق’.
يشار إلى أن حركة حماس تتعرض لاتهامات وانتقادات قوية من قبل الإعلام المصري، وطالب إعلاميون من الجيش بضرب القطاع وحركة حماس، واتهموا الحركة بمساندة جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك المشاركة فيما يجري في مناطق شمال سيناء، وهو ما تنفيه حماس بشدة.
ويوم الجمعة بعث إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس برسالة طمأنة لمصر أكد فيها أن سلاح المقاومة موجه لإسرائيل، وذلك عقب تواصل التوتر بين الطرفين.
ومنذ الإطاحة بالرئيس مرسي دمر الجيش المصري ضمن الحملة الأمنية التي يشنها في سيناء غالبية أنفاق تهريب البضائع المقامة أسفل الحدود مع غزة، ومنع دون وصول البضائع للسكان المحاصرين، كما كانت الأمور سائرة منذ زمن الرئيس حسني مبارك.
وواصلت السلطات الأمنية المصرية إغلاق معبر رفح البري أمام سفر الغزيين لليوم الخامس على التوالي، فيما واصلت قوات الجيش حملتها العسكرية ضد الجماعات المسلحة المتشددة في المناطق الحدودية المتاخمة لقطاع غزة.
وقال ماهر أبو صبحة مدير معبر رفح في الجانب الفلسطيني ان المعبر مغلق لليوم الخامس على التوالي، وأنه سيتم إيفاد المواطنين بأي جديد حال وصلت معلومات عن فتحه، من خلال الإعلان على موقع وزارة الداخلية.
وتواصلت عملية إغلاق المعبر في ظل التضييق الذي تفرضه السلطات المصرية على قطاع غزة، بالاستمرار في عملية هدم الأنفاق، ومنع تهريب السلع إلى قطاع غزة، وكذلك ملاحقة الصيادين الذين يقتربون من الحدود.
ومعبر رفح البري هو المنفذ البري الوحيد لسكان قطاع غزة على العالم، ومنذ عزل الرئيس محمد مرسي، أغلقت السلطات الأمنية المصرية المعبر أكثر من مرة، وقلصت خلال أيام فتحه ساعات العمل وأعداد المسافرين.
وأغلقت مصر المعبر الأربعاء الماضي عقب قيام متشددين بتفجير مقر المخابرات الحربية في مدينة رفح المصرية الحدودية.
وأفاد شهود عيان فلسطينيون يقطنون على مقربة من الحدود مع مصر أنهم سمعوا أصوات انفجارات وغارات تضرب مناطق الحدود المصرية بين الحين والآخر، في ظل مواصلة الجيش المصري شن هجمات على معاقل التنظيمات المتشددة في سيناء.
وقال الشهود انهم سمعوا أصوات انفجارات ضخمة هزت قرية أبو رفيعة قرب مدينة رفح المصرية.
وتفيد المعلومات أن الطائرات المروحية نفذت عدة هجمات على معاقل للمسلحين وأهداف غير معروفة في تلك المناطق، وأن الجيش دفع بمزيد من التعزيزات العسكرية، وبدأ بعمليات تمشيط برية.
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة