على إثر التصعيد الأخير في شمال الضفة الغربية وجنوبها بعد مقتل جنديين إسرائيليين، ينظر البعض بقلق وحذر أن تجد اسرائيل المبرر لتنفيذ انتهاكات ميدانية جديدة أو من خلال توجهات دولية لها وردود فعل عليها، وربما اتخاذ قرارات سياسية أخرى، قد تضرب على وتر المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، وعلى وتر قرار الإفراج عن الدفعة الثانية من أسرى "أوسلو"، وقد تُنبئ الشارع الفلسطيني بدق طبول انتفاضة ثالثة قريبة.
وفي هذا الخصوص، قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي لـ معا "إن نتنياهو وحكومته المتطرفة من يتحملون مسؤولية مقتل الجنديين الإسرائيليين بالضفة، نتيجة ممارساتهم وانتهاكاتهم اليومية بحق الفلسطينيين".
وأردف قائلا: "إن الجنود الإسرائيليون قتلوا بعد أن كانوا متواجدين على ارض فلسطينية لذبح وإخضاع الفلسطينيين، فهم لم يكونوا بنزهة".
وأضاف زكي أن التصعيد الأخير سيلفت الانتباه أكثر إلى ضرورة لجم إسرائيل عن جرائمها وانتهاكاتها المتواصلة في الضفة، والتي كان أخرها ارتقاء شهداء قلنديا وجنين برصاص جنود الاحتلال.
واستبعد زكي احتمالية اندلاع انتفاضة ثالثة في الوقت الراهن، معللا ذلك بعدم وجود قيادات ميدانية جريئة قادرة على التخطيط وإدارة انتفاضة فلسطينية.
من جانبه دوّن القيادي في حركة حماس، موسى أبو مرزوق على صفحة "الفيس بوك" الخاصة به، قوله "نحن موجودون عشية انتفاضة ثالثة".
وأضاف على صفحته الشخصية "نحن أمام فشل سياسي للسلطة وبداية انتفاضة شعبية في وجه الاحتلال ولن ينقذ الوضع خطة كيري الاقتصادية بملياراتها الأربعة".
أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلل، فقال بتصريح له "إن ما يجري على الأرض لا يبشر إلا باندلاع انتفاضة ثالثة قريبة في وجه الاحتلال".
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني سينتفض في لحظة من اللحظات، والاحتلال يعلم ذلك فهو يعيش هاجساً أمنياً وعسكرياً كبيراً في الضفة نتيجة هذه العمليات التي حدثت، والتي أكد خلالها ان الشعب الفلسطيني أنه لن يسكت على الممارسات التي يقوم بها الاحتلال.
وللوقوف على الأسباب والمؤشرات التي تشير إلى إمكانية نشوب "انتفاضة ثالثة" من عدمها في الضفة، قال المحلل السياسي د.أحمد رفيق عوض والذي رأى أن ردة فعل الشعب الفلسطيني على ممارسات الاحتلال متوقعة، مستبعداً اندلاع "انتفاضة ثالثة" حالياً؛ لأنها تحتاج لقرار سياسي ووحدة صف وظروف خاصة وجميع هذه الأمور غير متوفرة حالياً، إضافة إلى ذلك غرق الفلسطينيين باليأس من نتائج الانتفاضتين السابقتين التي خالفت توقعاتهم.
وحول استمرار المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية وإمكانية تأثرها بالمجريات والتطورات الميدانية في الضفة، أوضح عوض أن استمرار المفاوضات من مصلحة أمريكا؛ لأنها تحتاج لشيء من الهدوء والاستقرار بالشرق الأوسط ولدعم عربي لبحث الملف الإيراني والأزمة السورية.
وعن الاجتماع المرتقب بين الرئيس محمود عباس ونظيره الأمريكي في واشنطن، توقع عوض عدم تأثر اللقاء بحادثتي قتل جنديين إسرائيليين بالضفة.
وحذر عوض من استغلال الحكومة الإسرائيلية لعملية قتل جنودها، من خلال مضاعفة التوسع الاستيطاني والحصار على الشعب الفلسطيني، إضافة إلى احتمالية دفع السلطة الفلسطينية لاتخاذ مواقف محرجة أو المطالبة بتأجيل المفاوضات.
وفيما يتعلق بقرار الإفراج عن الدفعة الثانية من أسرى "أوسلو"، وتزايد الأصوات في الكتل اليمنية الإسرائيلية المطالبة بإلغاء الاتفاق ردا على عملية قتل جنديين إسرائيليين، قال وكيل وزارة الأسرى والمحررين زياد أبو عين "إن الإفراج عن الأسرى هو تعهد أمريكي إسرائيلي فلسطيني، مقابل عودة الفلسطينيين للمفاوضات مع الإسرائيليين، وبالتالي ليس مرتبط بأي شي آخر".
وأكد انه في حال إقدام إسرائيل على تأخير أو إلغاء تنفيذ قرار الإفراج عن الأسرى فإن القيادة الفلسطينية ستتوجه إلى المؤسسات الدولية.
وأكدت مصار خاصه أن الحكومة الإسرائيلية دعت الليلة لعقد جلسة خاصة، من أجل إعادة بحث ودراسة قرار إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاق "أوسلو"، بعد تزايد الأصوات في الكتل اليمنية الإسرائيلية المطالبة بإلغاء الاتفاق ردا على عملية قتل جنديين إسرائيليين في الضفة الغربية.
وذكرت المصادر أن رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال "بيني غانتس" قال إنه لا توجد هناك أية صلة بين عملية قتل الجنود الإسرائيليين وبين الالتزام بقرار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
وعن ردود الفعل الإسرائيلية على مقتل الجنديين، قال المحلل السياسي الإسرائيلي ايلي نيسان "إن الوضع الأمني في إسرائيل نسبي، وذلك يحسب لسببين أولهما: أن المخابرات الإسرائيلية على علم بكل ما يحدث في الضفة، وثانيا: التعاون الأمني بين الجهات الفلسطينية والإسرائيلية في المنطقة".
وأضاف نيسان "يسمع من حين لآخر إمكانية نشوب انتفاضة ثالثة وهذا الأمر لا يصب بمصلحة الفلسطينيين الذين يعانون من ظروف اقتصادية سيئة، ومن المستحسن أن تسود علاقات حسنة وطيبة في الضفة".
وتابع "من مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين أن يسود الأمن والسلام في المنطقة".
وأكد وجود غضب في صفوف الإسرائيليين بعد قتل الجنديين وأنهم يطالبون باتخاذ إجراءات وصفوها "بالعقابية" بحق الفلسطينيين.
وكالة معا
شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة