عجيب أمر الكثير من الزوجات اللائي مر على زواجهن سنوات طوال ومع ذلك يعانين الأمرّين ويشتكين بإستمرار من عيوب ومساوئ أزواجهن التي يصعب تحملها لما لها من أضرار وأخطار كثيرة وآثار سلبية تهدد سلامة الحياة الزوجية، حيث تؤدي بدورها إلى تعرضهن إلى ضغوط شديدة مستمرة وإصابتهن بإرهاق نفسي وعصبي وربما بدني يفقدهن القدرة على مواصلة المسيرة وأداء واجباتهن على أكمل وجه، بل وتحول الحياة في أحايين كثيرة إلى جحيم يرجى الخلاص منه في أقرب فرصة مهما كانت النتائج والعواقب!..فمنهن من تشتكي بعد عشر سنوات مثلًا من بخل زوجها وعدم إنفاقه عليها وعلى الأولاد وإعتماده الدائم على أهلها الذين يرفقون بحالها ويحاولون تعويضها بتلبية مطالبها وشراء ما تريد ويصطحبونها إلى الطبيب في حال مرضها خوفًا من أن يتم هدم حياتها وحرمانها من أولادها إذا ما طلقها زوجها!..
رغم أنها مَن تنازلت في بادئ الأمر عن مطالبها المشروعة بحجة التخفيف من أعبائه وعدم إثقال كاهله، غير ملتفتة إلى أنه صار منذ أن عقد عليها مسؤولًا أمام الله وأمام الناس مسؤولية تامة عنها وعن أبنائهما شرعًا وقانونًا..
ومنهن من تعاني منذ سنوات طوال كثرة سب وإهانة وضرب زوجها لها وعدم تقديرها وإحترامها أمام الأولاد وأحيانًا أمام أهله.. حيث تكتفي بالبكاء وحيدة وتكبت غضبها وحنقها وآلامها بداخلها خشية إزدياد الأمر تعقيدا، والأدهى من ذلك إستسلامها له وتمكينه من نفسها إذا ما طلبها بأنانية وقلب ميت للجماع دون عتاب أو إعتذار من جانبه!..
وأخرى تقول بعد فترة طويلة من الزواج إن زوجها لا يعاملها كزوجة بل تزوجها فقط لتكون خادمة لأهله وضيوفه.. مع أنها من قبلت بهذا الوضع من البداية وإستمرت هكذا طويلًا لدرجة أنه أصبح واجبًا وفرضًا عليها وليس فضلًا وكرمًا منها!..
ومنهن أيضًا مَن تؤرقها سلبية وتبلد زوجها وإعتماده عليها بإستمرار في كل صغيرة وكبيرة وعدم القيام بواجباته ومسؤولياته المنوط بها تجاهها وتجاه الأولاد!..
فهو يعيش لذاته ورغباته فقط ولا يعبأ بأحوال أفراد أسرته، مرض من مرض، ورسب في التعليم من رسب، وإنحرف من إنحرف، لا شيء يهمه سوى تلبية دوافعه الأساسية -الجوع والعطش والجنس-!.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!.
ولأن هؤلاء الزوجات تهاونّ من البداية وفرطن في حقوقهن وإستسلمن لتلك العيوب المؤذية وتعايشن معها إلى حد التلذذ بما تسببه من ألم وحزن ومشكلات لا حصر لها، فضلًا عن إستعذاب وصفهن بالبائسات المغلوبات على أمرهن، سهل الهوان عليهن وتمادى أزواجهن في قهرهن وظلمهن وعدم تقوى الله فيهن، وبات من الإعجاز والخيال إصلاح أمورهن وحل مشكلاتهن مع أزواجهن نظرًا لطول فترة خنوعهن وقبولهن هذا الحال المائل والمعوَّج الذي كان يتطلب من بداية الزواج وضع النقاط على الحروف وإتخاذ موقف حاسم من جانب هؤلاء الزوجات وإبداءهن إستيائهن ورفضهن بشتى الطرق لهذا الوضع الخاطئ ذي العواقب الوخيمة، ومحاولتهن بقدر الإمكان المساهمة في تخلص أزواجهن من هذه العيوب والمثالب.. فكما يقول المثل الشعبي: زوجك على ما تعوديه.