من يتحمل هذا الهوان؟ / بقلم : طلال عوكل

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الى استعصاء آخر، مع ازدياد حالة اليأس والإحباط لدى الفلسطينيين والعرب، تتجه المساعي الاميركية لإحياء عملية السلام في الشرق الاوسط، فما إن تجاوزت العناد الاسرائيلي بشأن ضرورة وقف الاستيطان كشرط لانطلاق المفاوضات غير المباشرة، حتى دخلت في ازمة الانتقال غير المبرر الى المفاوضات المباشرة.
السياسات الاسرائيلية لم تتغير منذ قدوم نتنياهو، بل هي تمعن في تطرفها، وفي تكريس المزيد من الوقائع الخطيرة لنسف اي عملية سلام، ولم تتغير السياسات الفلسطينية التي تبدي التزاماً ملحوظاً ازاء إنجاح الجهود الاميركية. الذي تغير هو آليات عمل الادارة الاميركية، ولا نقول سياساتها، لأن هذه السياسات ثابتة، وتقف على محددات كانت الادارة السابقة قد وضعتها. الادارة الاميركية اظهرت جدية اكبر ومثابرة اقوى في متابعة الحركة من أجل تحقيق رؤية الدولتين، لكنها اظهرت بالمقابل استعداداً متواصلاً للتكيف مع المصالح والسياسات والمواقف الاسرائيلية.
مدخل الحركة التي بدأها مبكراً السناتور جورج ميتشل، كان قوياً، وبدا وكأنه يحقق شيئاً من الإنصاف ازاء الفلسطينيين، وقدراً من التفهم لمدى خطورة ما تقوم به اسرائيل غير ان الادارة الاميركية رسبت في امتحان النزاهة، ورسبت في امتحان الارادة، حين تخلت عن مطالبتها اسرائيل بتجميد كل اشكال الاستيطان.
حين كنا نتحدث مع مسؤولين اوروبيين في اتجاه مطالبتهم بتجاوز الموقف الاميركي ازاء الاستيطان، كان هؤلاء يجيبون بأن الافضل ان يدعموا الموقف الاميركي، طالما هو موقف جيد وقوي، ذلك ان تجاوز هذا الموقف قد يخلق لدى الاميركيين قدراً من الحساسية، والارجح ان الاوروبيين قد أسقط بيدهم كما الفلسطينيين حين تراجعت واشنطن عن موقفها.
والموقف الاميركي هو الذي تغير ازاء آلية التفاوض، وايضاً تحت ضغط الموقف الاسرائيلي الذي افشل المفاوضات غير المباشرة، وأخذ يطالب بالانتقال الى المفاوضات المباشرة.
هكذا تكون الامور قد عادت الى طبيعتها، من حيث التحاق وتساوق المواقف الاميركية مع المواقف والسياسات الاسرائيلية، ما يعني عودة الامور الى مربعها الاول زائد، استمرار الحركة والمثابرة الاميركية التي لن تحقق سوى المزيد من الاحباط لدى الفلسطينيين.
تتكرر الصفعات والإهانات التي توجهها اسرائيل عمداً، لمبعوثي الولايات المتحدة، ففي كل زيارة سنعثر على اجراء اسرائيلي سلبي واستفزازي وكأنه موجه فعلياً لأولئك المبعوثين والمسؤولين. ميتشل اكثر من واجه هذه الاستفزازات لأنه الاكثر تردداً على المنطقة، وهو من المقرر ان يقوم بزيارته السادسة بعد المفاوضات غير المباشرة، فيما اسرائيل تستبق قدومه بهدم المزيد من منازل الفلسطينيين في القدس.
بين ما تقرره الحكومة من مخططات، وما تقرره بلدية القدس، نقف في كل يوم على المزيد من عمليات تدمير بيوت الفلسطينيين، والمزيد من عمليات التهويد وتغيير معالم القدس، فيما يتواطأ المجتمع الدولي، وتغيب المواقف الاسلامية والعربية.
ما معنى ان ينتقد الناطق بلسان الخارجية الاميركية آخر وجبة من المنازل التي دمرتها الجرافات الاسرائيلية في القدس، وأي أثر للحديث عن ان هذه الاجراءات تقوض الثقة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وتؤثر سلباً على عملية السلام؟
طبعاً اللهجة الاوروبية، ولهجة الاتحاد الروسي، وحتى الامين العام للأمم المتحدة، تتسم بطابع اكثر حدة من حيث النقد ومخالفة اسرائيل للقانون الدولي، ولكننا لا نجد بنكاً في العالم يمكن ان يصرف مثل هذه الفواتير.
الوضع على مختلف الجبهات الفلسطينية يدفع الى الجنون، فالحصار باق على قطاع غزة رغم كل مزاعم تخفيفه، والاستيطان مستمر بشراسة في انحاء الضفة الغربية، ومخططات تهجير الفلسطينيين وتهويد القدس على قدم وساق، وعملية السلام مجحفة، ويفقد المؤمنون بها كل أمل، والانقسام الفلسطيني ما يزال يتعمق يوماً بعد الآخر.
لا يكفي لمواجهة هذا الجنون أن تتمسك السلطة بموقفها المعلن والمعروف من الانتقال الى المفاوضات المباشرة، ولا بد من أن يتميز الموقف بقدر من الانتقاد الجريء لسياسات ومواقف البيت الابيض المنحازة كلياً لإسرائيل، وحتى ازاء عجز الدول الاخرى الا حين يتصل الامر بمواقف نظرية فقط. لماذا تصمت السلطة ازاء التراجع المستمر في المواقف الاميركية لصالح تبني المواقف الاسرائيلية، ولماذا تصمت ازاء عجز الآخرين، ومواقف تبرئة الذمم سواء من العرب او من غيرهم؟
يختلف الامر حين يتصل بالسياسات الاسرائيلية التي تصادر الارض والحقوق، فهنا لا بد من عمل، ولا بد من تحرك تشترك فيه كل القوى والفصائل ونحو توسيع نطاق المجابهة الشعبية.
صحيح ان فشل كل مبادرات المصالحة، واستعادة الوحدة، تساهم في إضعاف السلطة الفلسطينية، وفي تعريضها للمزيد من الضغوط ولكن لا احد معفى من المسؤولية.
لا يمكن ان نفهم صمت حركة حماس وهدوئها، ولا صمت الآخرين وهدوئهم، فإذا كان من الحكمة وقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة، لتجنب اعطاء اسرائيل ذرائع لشن حرب جديدة على القطاع ولكن هل هذا كل ما يمكن ان تفعله حماس والفصائل الاخرى؟
لماذا يتحرك الجميع في القدس، وفي الضفة الغربية، حتى لو افترضنا ان السلطة تمنع المقاومة، وهل المقاومة هي فقط استخدام السلاح، ثم ما معنى المقاومة إن كانت ستلتزم الهدوء عند مواجهة كل عقبة؟ واذا كان من غير المحتمل، ان يتعايش الفلسطينيون مع انقسامهم، فإنه من غير المحتمل ايضاً ان تضيع الارض والحقوق، على خلفية ان كل طرف ينتظر سقوط الطرف الآخر، ان الاطراف الفلسطينية المتصارعة والمنقسمة على ذاتها تتحمل هي الاخرى مسؤولية كبيرة عن حال الهوان الذي تعاني منه القضية.

شبكة عرب برس

شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فلسطين : اذا أحبك مليار مسلم فأنــــــا منهــم 00

وان أحبك شخص واحد فهو أنــــــــــا 00

وان لم يحبك أحد فاعلمي أننى قد مت 00

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

OoO نعيـب زماننـا والعيـب فينـا ومـال لزماننـا عيـب سوانـا OoO
مقولـة جميلة و أظنهـا منطقية فعلا نحن نعيب زمانناونندب حظناااا
لكن بؤرة الفساد موجودة في السلطة نفسها
ا
اا لماذا تصمت السلطة ازاء التراجع المستمر في المواقف الاميركية لصالح تبني المواقف الاسرائيلية، ولماذا تصمت ازاء عجز الآخرين، ومواقف تبرئة الذمم سواء من العرب او من غيرهم؟

اقول لك لماذا طلال عوكل "" لأنها من يترأسونها ليس على قدر من المسؤولية وليس على قدر ولا كفوء للبحث في القضية وانهم بلا ضمائر قلوبهم قاسية وهم يرون ما وصل بة شعبناااا
واقول دائمآآآآ لماذا يعطون هؤلاء للعالم كلة ان يشمت بنااا رغم الشعب الوحيد منذ ولادتة وهو يقدم من شهداء ودماء اطفال ونساء تزهق وشيوخ تزهق دماؤهم ولم ييأسو سيبقو يرسمون حدود فلسطين الحبيبة بدمائهم الزكية ""
ونحن نبحث عن من يترأس "" حماس او فتح""
وضاع شعبنااا بينهم""والاطراف الفلسطنيية منقسمة ومتصارعة والى متى هذا الهوان فعلالآلآلآلآلآ
.
يسلمو القدس على الموضوع الرائع ""
بجد من قلبي مقهوره على مااا وصلنااا بة من وضع من انقسام وتصارع وتناحر وتجاهل وصمت واندثار
قضيتنا بعدم تحملهم المسؤولية ""
ودمت لي رائعآآآآ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» في ذكرى النكبة كان محمود درويش حاضرا - بقلم طلال نجم
» لانك تهاونت سهل الهوان عليك
» الوليد بن طلال يؤكد عزمه بناء البرج الأعلى بجدة
» إلى المسلم الغيور على دينه... لماذا أصبحنا بهذا الهوان؟
» الملحن طلال