ها هي أقلامنا بدأت تنزف.. وها هي الأحزان تمكنت من قلوبنا.. وها هو الجرح يتشقق مرة أخرى..
أي جرحٍ هذا الذي لايريد الإلتئام.؟! .. وأي حزنٍ هذا الذي لايريد الهجران.؟! ..
وأي قلمٍ هذا الذي لايريد التوقف عن كتابة الآلام والأحزان.؟! ..
ألهذه الدرجة أصبحت حياتنا قاسيه.؟! .. ألهذه الدرجة امتلأت قلوبنا بالأحزان.؟! ..
تشتتت أفكارنا.. وتبعثرت أحلامنا .. وجفّت دموعنا من البكاء .. وانعدمت ثقتنا بأنفسنا ..
نبتسم لمن حولنا .. ونخفي عنهم جروحنا .. نحاول أن نزرع فيهم الامل وروح التفاؤل ..
نساندهم بقلوبنا وعقولنا .. نتذكرهم وننسى أنفسنا .. يلتئم جرحهم وتزداد جروحنا ..
نخدعهم بإبتسامتنا اليائسه .. نشجعهم بصمودنا الكاذب .. فكم من طعنةٍ تلقيناها من أحبابنا .؟! ..
يا من حملتم جروحاً عذبتكم .. جروحاً أتلفت قلوبكم البريئه .. زَرَعت فيكم الخوف من
المستقبل .. زَرَعت فيكم الشك والحيره .. نعم .. لم نتخيل ولو لمرة واحده بأنهم سيجازون الطيب بالهجران ..
وعندما نريد النسيان نسافر إلى النوم .. وفجـأه .. نفزع من نومنا عندما نراهم في
أحلامنا .. تبدلت أحوالنا .. تغيرت ملامحنا .. ولكن قلوبنا كما هي .. ستبقى صافيه ..
توزع الحب على من فقده ومن لم يفقده ..
تعالوا نلملم تلك الجروح .. تعالوا ندفنها في أعماق أعماقنا .. ننساها ونتناساها ..
لنبحث معاً عن الحب الذي فقدناه .. عن الأخـوّة الصادقه .. عن كل ماهو جميل ..
وإن لم نجده .. فلا بأس .. لن نيأس .. لأنهم كسرونا وحطمونا برحيلهم ..
وهـنا .. عند هذا الحـد .. توقفت أقلامنا عن الكتابه .. وشُلّت أصابعنا التي كانت تمسك
بالقلم يوماً ما .. وتوقفت ألسنتنا عن الكـلام .. وخيّم الصمت على المكان ...
ودار شريط ذكرياتنا يبحر من جديد في تلك الأحداث