دور الثقافة في تشكبل الوعي النضالي

دور الثقافة في تشكبل الوعي النضالي

المكون الثقافي لدى أي أمّة من الأمم ، احتاج بالضرورة إلى استقرار هذه الأمّة في أرضها ، حيث امتدت جذور هذه الأمّة عبر الزمان والمكان ، وصبغت مكان وجودها بصيغتها الخاصة ، وحيث أن الثقافة فعل تراكمي غير مقطوع ، لا ينفك فيه الحديث عن القديم ، ولا يجري استشراف مستقبل الأمّة ، أو استكمال أي منجز حضاري لها إلا بثقافتها ، التي تعبر عن هويتها وتحدد ملامح شخصيتها.

ولا نستطيع أن نطلق على أي تجمع من البشر أي مصطلح إجتماعي إذا لم تحدد هوية هذا التجمع ملامح مشتركة ، وقواعد يرتكز عليها عندما تحيط به الملمات .

ومن هنا فإن أخطر ما تواجهه أي أمّة من الأمم ، هو ضرب ثقافتها واستهداف جذور هذه الثقافة بشكل خاص ، وتزداد الخطورة عندما يحاول أعداء أي أمّة من الأمم إحلال ثقافة بديلة ، بهذا الفعل اللاطبيعي تكون الأمّة مهددة في وجودها برمته ، وليس في شخصيتها أو في أهدافها ، أو حضارتها.

بهذا المنطق المغلوط ، والفعل اللاطبيعي الذي لم يعرف في تاريخ البشر أن حاول فرد أو مجموعة من البشر مهما كانت صفتها طمس تاريخ أمّة أخرى واستئصال جذورها واحلال تاريخ آخر مخترع وقائم في مجمله على الاساطير والتلفيقات إلا في فلسطين ، حيث يحاول اليهود اقتلاع الجذور العربية من هذه البلاد ، واحلال تاريخ يهودي مخترع مكان تاريخ العرب وحضارتهم .

وفي العالم شواهد كثيرة من الامم والشعوب إحتلت أراضي وبلاداً أقاموا فيها دولاَ ولكنهم لم يزعموا أنهم الاصول والجذور ، وأنهم أقاموا في البلاد ثم عادوا اليها ، إلا اليهود ومنطقهم الاستثنائي بكل مفرداته ، فقد احتلوا فلسطين وأقاموا فيها كيانهم بمؤامرة استعماريه صهيونية مكشوفة الوسائل والاهداف في ظل موازين قوى تميل لصالح هؤلاء المتآمرين ، وزعموا أنهم الاصول والجذور وان العرب طارئون مستعمرون .

ففي أداب الشعوب الكثير من الأساطير والخرافات ولكنها محملة على بعض الوقائع والاسماء الحقيقية ، والغاية من هذه الاساطير والخرافات تمجيد بعض الرموز في حياة الأمّة وتاريخها .

كما في الالياذة والاوديسا عند اليونان ، وملاحم عنترة والزير سالم وقصص الف ليلة وليلة شواهد على ذلك في أدب العرب وتاريخيهم فالاسطورة ليست معدومة في أدب الشعوب واثارها الثقافية ولكنها لم تكن في أي وقت من الاوقات تقيم حقا ، أو تضع حقا فكيف بها عند هؤلاء اليهود تقيم دولة وتلغي شعبا وتحاول استئصال جذوره ، وتسطو على ثقافته وتحاول نسبتها لهؤلاء المتسولين ، الذين لا يعرف لهم عرق ينتسبون اليه حيث أنهم خليط غريب عجيب لا يمتون بصلة إلى أمّة معينة أو ثقافة معروفة .

ولا أشك لحظة واحدة في أن من قاموا على صناعة هذا الكيان ، وحتى زعماء هذا الكيان الذين ساهموا في بنائه مع زعماء الدول الاستعمارية يجهلون هذه الحقائق ، ولكنهم جميعا يتعامون عنها ويحاولون أن يلووا ذراع الحقيقة ويزيّفوها في سبيل تحقيق مصالح استعمارية تقوم على مبدأ القوة والتهديد وأبعد ما تكون عن منطق الحق والعدل.

وفكرة الرجوع إلى الثقافة والقاء الضوء على الحياة الثقافية في هذه المدينة العريقة يعود في الحقيقة لعدة اسباب اهمها أن الثقافة لأي أمّة من الأمم هي الدرع الواقي الذي تفزع اليه الأمّة عندما تتهدد هويتها من أي مصدر كان .

ومقولة صهيونية ترددت في بداية إنشاء هذا الكيان المصطنع ومازالت تتردد ، أن فلسطين أرض بلا شعب للصهاينة الذين هم شعب بلا أرض ، على ضحالة هذه المقولة البائسة وما تنطوي عليه من تأكيد على أن هذا الذي يدعونه شعب كيف يكون بلا أرض يعيش عليها.... غريب هذا المنطق العجيب على مسمع البشر وتكوينهم .

اردت في هذه الدراسة القاء الضوء على الفعل الثقافي للشعب العربي الفلسطيني قبل مجئ هؤلاء الأفاقين وعلى المنجز الحضاري لهذا الشعب الذي تراكم منذ أن حط العرب اليبوسيون رحالهم على هضاب القدس قبل الاف السنين.

ولا اريد في هذه الدراسة أن ادحض حجة للصهاينة أو اقيم برهانا على أن هذه المدينة هي عربية الوجه واليد واللسان ، لأنه لا حجة للصهاينة أصلا ، وهم يعرفون ذلك قبل غيرهم ، وكذلك وقائع الزمان والمكان لا تحتاج إلى برهان على عروبة القدس ، رغم كل ما يحيط بها من خطوب وما يتهدد هويتها من تزوير .

وانما أردت أن استعرض بعضا من ثقافة هذه الأمّة في هذه المدينة كي تبقى الاذهان والعقول مشدودة ومتيقظة إلى اهمية الفعل الثقافي ماضيا وحاضرا وإلى حضوره وممارسته على الأرض أكثر خطورة واشد إيلاما للعدو الصهيوني ربما أكثر من إطلاق الرصاص عليه في أحيان كثيرة ، ولهذه السبب قام هذا العدو باغلاق جميع المؤسسات الثقافية العربية في المدينة ، من مسارح ومؤسسات ثقافية حتى دور السينما ، وألغى المعارض والتظاهرات الثقافية من ندوات ولقاءات علمية وأدبية ، وهو يحاول جاهدا الغاء المدارس والجامعات والمعاهد العلمية ، ووضع العراقيل والعقبات في طريقتها ادراكا منه لأهمية الدور الذي تلعبه هذه المؤسسات في إذكاء روح الانتماء لهذه الأرض والتضحية من أجلها .

ولكن هذا العدو الذي يرتكز وجوده على قوة غيره من الدول الاستعمارية المتمثلة في القوة العسكرية دون غيرها ، عليه أن يدرك أن لم يكن يعلم حقيقة أن المتغير السياسي الذي يستند على القوة العسكرية سرعان ما ينقلب وسيجد نفسه يهوي في الحضيض هو والقوة التي تسنده ، لأن فلسفة الوجود العدواني الذي يقوم على القوة ، لا يستطيع العيش أو حتى التعايش مع محيطه إذا تداعت هذه القوة لأي سبب من الاسباب .

ورغم سياسة الامر الواقع ، والقوة الامبريالية المتجبرة التي تدعم هذا الوجود الصهيوني في فلسطين وتظهره في صورة الاسطورة التي لا يستطيع احد أن ينال منها أو يهزمها ،فإن تلك مقولة أخرى مفعمة بالخطأ والضلال .

حيث أن التراخي العربي وعدم الجدية في الوقوف أمام هذا العدو ، هو الذي يجعل منه هذه الاسطورة ، وكم سيكتشف العرب ( أصحاب الحقوق المهدورة ) أنهم كانوا متوهمين في قوة هذا العدو وصلابته ، وكم أن هذا الكيان هش من الداخل ، رغم ما يمتلكه من أحدث الاسلحة والتكنولوجيا ، عندما يجابه بوقفة جادة.

لا أشك لحظة بأن العالم كله سيعيد النظر والحسابات في وجود هذا الكيان ( الذي أخذ شرعيته المزيفة بقرار من هيئة الامم المتحدة ) ، انه سينتهي في آخِرَ المطاف بقرار من نفس الهيئة لو أراد العرب ذلك ..........؟ !

د.جاسر علي

ان شاء الله ينتهي هذا الكيان يا استاذي بنضالنا وبندقيتنا لا بقرارهم
شكرا يا استاذ فهيم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تأثرت الثقافة الفلسطينية بوجه عام منذ العقد الثاني في القرن العشرين وعندما تبلورت نشاطات استيطانية على الأرض الفلسطينية ونشطت الثقافة الفلسطينية بشكل خاص بعد نكبة عام 1948 ونزوح أكثر من مليون عربي فلسطيني إلى الشاتات.

ومن أهم ما كان يراهن عليه العدو الصهيوني في لجوء الشعب الفلسطيني إلى مناطق مختلفة في العالم وخاصة دول الجوار أن تمحى ثقافة هذا الشعب مندمجة في الثقافات المحلية عندما قال المنظرين الصهاينة"الكبار يموتون والصغار ينسون " .

ولقد كان لفعل حركات التحرر وهنا نذكر بالتخصيص لما رافق ثورة 1953 يوليو الناصرية من حملة ثقافية وطنية قومية أسست دعائم للعمل الثقافي ومنظور وحدة الصراع لدى الشعب الفلسطيني والشعب العربي بصفة عامة وما تلا ذلك من ثورات وأحزاب عربية انصهرت فيها الطبقة المثقفة الفلسطينية مثل القوميين العرب والبعثيين والإخوان المسلمين والشيوعيين وكان لكل من هذه الأحزاب دائرة فعل ثقافية تصب في خدمة القضية المركزية قضية فلسطين وقضية اللاجئين .

وارتبط التطور الثقافي للشعب الفلسطيني كما ذكرت بمجمل المتغيرات السياسية التي طرأت على الوضع العربي .
مشكوور على الموضوع المهم والشيق بنفس الوقت

mashkor ekther 3la almodo3 w alm3lomat

w mashkor 3la wjodak fe hath almontada

w slam 3lekom

اقتباس :: لا أشك لحظة بأن العالم كله سيعيد النظر والحسابات في وجود هذا الكيان ( الذي أخذ شرعيته المزيفة بقرار من هيئة الامم المتحدة ) ، انه سينتهي في آخِرَ المطاف بقرار من نفس الهيئة لو أراد العرب ذلك ..........؟ !

مشكور د.جاسر

دمت بخير

شكرا لتواجدك زائر نورت الصفحة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فلسطين : اذا أحبك مليار مسلم فأنــــــا منهــم 00

وان أحبك شخص واحد فهو أنــــــــــا 00

وان لم يحبك أحد فاعلمي أننى قد مت 00

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

ولكن هذا العدو الذي يرتكز وجوده على قوة غيره من الدول الاستعمارية المتمثلة في القوة العسكرية دون غيرها ، عليه أن يدرك أن لم يكن يعلم حقيقة أن المتغير السياسي الذي يستند على القوة العسكرية سرعان ما ينقلب وسيجد نفسه يهوي في الحضيض

مشكور جدا د.جاسر على الموضوع

وتقبل تحياتي واحترامي

شكرا على مروركم واهتمامكم ايها الاصدقاء
واقبلوا احترامي

مشكوور اخي استاذ جاسر وتقبل مرور على الموضوع الرائع
وكل الاحترام اخوك الصغير
دموع كتبها القدر

ــــــــــــ الـتــــوقيـــــــع ـــــــــــــ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

احيي فيك هذا الاهتمام ....دموع
ولك كل محبتي واحترامي

لا أشك لحظة بأن العالم كله سيعيد النظر والحسابات في وجود هذا الكيان ( الذي أخذ شرعيته المزيفة بقرار من هيئة الامم المتحدة ) ، انه سينتهي في آخِرَ المطاف بقرار من نفس الهيئة لو أراد العرب ذلك ..........؟ !
مشكور يا دكتور على الموضوع

التوقيـــــــــــــــــــع

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

من يجرحك بكلمه اشربلك من دمه واكتب على قبره زلة لسان دفع ثمنها عمره

» الجهاد بالإنشاد..عودة الغناء النضالي !
» حديث الثقافة..........
» كيف تتزود القدس بالمياه
» التباس مفهوم الثقافة
» القدس عاصمة الثقافة العربية