واقعي الذي يمثلني أنا و يتعرض لتناقضاته السياسية
والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية، فتنتفض متمردة عن نواميسه
الزائفة ومشاريعه السرابية التي تجعل الإنسان دائما ينتظر الأوهام
المستقبلية البعيدة، ويحلم بالذي يأتي ولا يأتي، وكل هذا تعبير عن هشاشة
الإنسان المعاصر وضآلته في المجتمع الآلي:" رجل متزن، سقطت ذاكرته فتهشمت…من "جوطية درب غلف" اقتنى ذاكرةمستعملة…لسوء حظه وجد شاشتها مصابة بداء التعتيم…ضغط على جميع الأزرار:زر البرامج المدرسية…البرامج التلفزية….البرامج الحكومية…البرامج …البرا…من غيظه، رمى بها بعيدا…فضل أن يعيش بدون ذاكرة."1ومع هذه الهشاشة الوجودية المتساقطة، تتضاءل الذكريات الإنسانية وتضيع
بين الآهات سدى، فتكثر الأحزان والمآسي والانكسارات الخائبة كما في قصة:"
الهلع" وقصة:" انكسار/ انتصار"، وبالتالي، تتهشم الحياة كينونيا
وأنطولوجيا ، وتصير غريبة في لامعقوليتها وبدون معنى ولا هدف:" ابتلي منذ أن وعى بلم ذكرياتهوحفظها في صندوق خاص،حتما سيحتاج إليها يوما ما.انمرق العمر بسرعة من بين أصابعه…التفت إلى مكان الذكريات…وجد أن الصندوق قد اختفى…منذ ذلك الحين وهو يبحثعن طفولته المسروقة…عن شبابه الضائع…عن فحولته المخصية…عن كهولته المنسية…
عن…عن…عن…
صور وكلمات التلميح والتجريد والتلغيز والاقتضاب وتجويع الكلمات مع إشباع المعاني،التي تدين من خلالها الكائن الإنساني الذي تحول في مجتمعنا
الآلي إلى حيوان ممسوخ منحط القيم كما تحول إلى آلة رقمية محنطة جامدة بلا
قلب ولا روح.
مع تحيات أبن البلد
[center:ca57][size=18:ca57][b:ca57]ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التوقيــــــــــــــــــــــع
[img:ca57]http://img101.herosh.com/2009/07/02/697166529.gif[/img:ca57][/b:ca57][/size:ca57][/center:ca57]