قبل عدة أشهر توفي زوج عمتي، وترك وراءه زوجة وخمس بنات، تتراوح أعمارهن مابين السادسة عشرة والثامنة والعشرون، أكبرهن مطلقة منذ مدة قريبة.
وبحكم أنهم كانوا يسكنون في مدينة لا يوجد فيها أي أقرباء لهم، فقد رأوا أن يأتوا للسكن بجوار منزلي، لكي أكون قريباً منهم ومسؤولاً عنهم بعد الله، فهم لا أعمام لهم، وقد تم اختيار بيت لهم قريب من بيتي، بإشرافي وبمساعدتي بعد الله، وبحمد الله فقد تم كل شيء وسكنوا فيه.
ومنذ أن سكنوا قريباً مني وأنا أقضي لهم حوائجهم وأغراضهم الأساسية التي لا يستطعن كنساء قضاءها، وعمتي حفظها الله، أمام ما أفعله معهم، تقدرني وتقدر زوجتي وأولادي بشكل كبير جداً، وتقديرها لي يأتي بأشكال عديدة، فهي تدعو لي دائماً بأن يوفقني الله، وغير هذا فهي ترسل لنا مع الخادمة بعض ما يعدونه من مأكولات، فمرة ترسل لنا فطائر ومرة ترسل لنا حلى ومرة ورق عنب وفي مرة تقسم علينا ألا نطبخ غداءنا فهي سترسله لنا!! ولا أستغرب أبداً من ذلك فعمتي منذ عرفتها وهي كريمة, وبدوري أيضاً لا أستطيع إلا أن أقبل منها ذلك، فهي عمتي ولاتريد بي إلا خيرا, وفوق ذلك فهي امرأة ميسورة والحمدلله.
ولكن آآآه من لكن هذه, فزوجتي لها رأي مختلف، فهي ترفض جميع ماسبق جملة وتفصيلاً ولا يعجبها الحال المايل كما تقول!! فتصرفات عمتي وبناتها ليست على وجهها!!
حاولت مع زوجتي كثيراً لكي أعدل من طريقة تفكيرها ونظرتها لهذا الأمر بلا فائدة! حاولت أن أفهمها بأنها هي وأولادي هم أول اهتماماتي وبأنهم عندي بالدنيا كلها، لكنها لم تقتنع وأصرت على أن في الأمر شيء, وأن وراء الأكمة ما وراءها!!
والآن زوجتي في بيت أهلها، وقد أصرت على ألا تعود لنفس البيت، وخيرتني ما بينها وبين عمتي وبناتها!!
فبربكم أخبروني ماذا أفعل؟