الاسرى في رمضان

مع حلول شهر رمضان تنفذ إدارة السجون الاسرائيلية وبشكل متزايد سياسة تجويع ممنهجة ومقصودة ضد الأسرى، وتمتاز هذه السياسة بالمعاملة اليومية للأسرى والأسيرات بالقسوة الشديدة من قبل الإدارة والسجانين، من خلال استخدام العنف الجسدي مع الكثير من الأسرى، وذلك كعقاب وانتقام على ما قام به الأسير خارج السجن وليس نتيجة لتصرفه داخل السجن. وأكد الكثير من الأسرى أن نوعية الطعام سيئة وغير صحية، وان كميته قليلة ولا تفي بالحد الأدنى مما يلزم به القانون الدولي، والمعايير التي تحددها لجان الصليب الأحمر الدولي، وخاصة أن الأسير يصوم طوال يوم ولا يجد ما يكفي من الطعام عند الإفطار ، وان وجد الطعام الكافي يكون خالي من الفوائد الصحية.

سرقة فرحة الصائم الأسير
النقص في الطعام وفي الوجبات الغذائية من قبل إدارة السجون متعمد وبشكل واضح ، حيث تتذرع إدارة السجون أن هذا هو نفس طعام جنودها مما يعني عدم الالتفات لاحتجاجات الأسرى .
ويتم تعويض النقص في الطعام خاصة في شهر رمضان من خلال ما يقوم الأسرى بشرائه من جيبهم الخاص من الكانتين "دكان الأسرى " والذي يتحكم بها الاحتلال وبأسعارها المرتفعه بشكل كبير، مما يشكل عبئ كبير على أهاليهم وعائلاتهم في ظل الوضع الاقتصادي المتدهور والحصار الاسرائيلي على الضفة والقطاع، وبسبب نقص الطعام وقلة جودته وفائدته وسوط السجان تسرق فرحة الصائم الأسير عند إفطاره .
وقد ناشد الأسرى أكثر من مرة وزارة شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية بالانتظام بدفع الكنتينة للأسرى، خاصة في ظل سياسة التجويع المتبعة هناك، وطالب الأسرى أيضا لجنة الأسرى في المجلس التشريعي الفلسطيني بتحمل مسؤولياتها وبحث هذه القضية وبشكل عاجل من اجل إلزام وزارة شؤون الأسرى بدفع ما يلزم لكل أسير دون أي تأخير.

بطش وتنكيل متواصل
المعتقلين الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال لا يزالون يعانون أقسى أنواع البطش والحرمان ويعيشون حياة تفتقر إلى أبسط مقومات الإنسانية، والاعتداءات بحقهم تتصاعد مع حلول شهر رمضان المبارك.
يأتي رمضان وما يقارب من 10.500 أسير فلسطيني وعربي موزعين على أكثر من 20 سجن ومعتقل ومركز توقيف وتحقيق في اسرائيل, ونصفهم ممنوعون من الزيارات ولا تزال ترتكب انتهاكات صارخة ترتكب في حق الأطفال والأسيرات وسياسة التفتيش العاري والتفتيشات الليلية والأحكام غير المنطقية ولا شرعية في المحاكم العسكرية وتقديم الطعام غير النظيف.
وهناك قرابة 300 طفل أسير لا يزالون في السجون والمعتقلات التابعة للاحتلال، ومعظمهم موجود في سجن تلموند المحاذي للأسيرات في منطقة هشارون بالقرب من نتانيا، وهنالك عدد آخر منهم موزع في مراكز توقيف ومعتقلات.
وأشارت بعض التقارير إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال انتفاضة الأقصى قرابة 600 مواطنة فلسطينية، بقي منهن 109 أسيرات يعشن ظروفاً صعبة في سجن التلموند (هشارون) ونفيه تريتسا في (الرملة) ومواقع عزل أخرى، وهذا العدد يشمل 62 أسيرة محكومة و44 موقوفة وثلاث أسيرات محكومات إدارياً.

معاناة الأسيرات
وتتعرض الأسيرات يوميا ومع حلول شهر رمضان وبشكل متكرر للكثير من حملات التنكيل والتعذيب، وتفيد شهادات عديدة أن الأسيرات تعرضن للضرب والضغط النفسي وأنهن يعانين من أوضاع سيئة جداً وأنهن يحجزن في أماكن لا تليق بهن، دون مراعاة لاحتياجاتهن الخاصة، ودون توفر حقوقهن الأساسية، التي نصت عليها المواثيق الدولية والإنسانية، ويعشن في ظروف قاسية، ويتعرضن لمعاملة لا إنسانية ومهينة، وتفتيشات استفزازية من قبل السجانين والسجانات، وتوجيه الشتائم لهن والاعتداء عليهن، خلال خروجهن للمحاكم والزيارات أو حتى من قسم إلى آخر، أو وهن في غرفهن عبر اقتحام الغرف، ويتعرضون للعزل وللحرمان من الزيارات أحياناً والتفتيش العاري، وكثيراً ما خضن إضرابات عن الطعام كشكل من أشكال الحصول على حقوقهن.
ولفت التقرير إلى استهتار إدارات السجون بحياة الأسرى، فقد ارتفع عدد الأسرى الذين استشهدوا في سجون الاحتلال، وقد وصل عددهم إلى 191 أغلبهم من ضحايا الإهمال الطبي والاستهتار بحياة الأسرى في السجون الإسرائيلية.
وتستخدم إدارة مصلحة السجون العزل الانفرادي كعقاب للأسرى، وقد تتراوح مدته ما بين ساعات حتى سنوات وفق محاكمة ظالمة يقوم عليها الضابط أو نائب مدير السجن أو المدير نفسه، وأنه في كل سجن يوجد مكان للعزل الانفرادي.
وهكذا مع حلول شهر رمضان يفتقد الأسرى فرحة الإفطار ويفتقد الأسرى نسمات الحرية ويضحون بزهرة شبابهم لأجل قدس الأقداس آملين من في الخارج أن لا ينسوهم من دعائهم ودعهم وضغطهم حتى الإفراج عنهم .

أين الأسير من الدعاء له في شهر رمضان
وأين هو من المطالبة بحقه في ممارسة شعائره الدينية
بالإضافة لحقوقه الإنسانيّة الأخرى