بهدوء وبدون ضجة تعكف إسرائيل على تنفيذ خطة لتغيير معالم عدد من أهم الأماكن الدينية والمواقع الأثرية الواقعة خارج القدس القديمة مباشرة، في إطار جهودها الرامية لتعزيز وضع المدينة المقدسة عاصمة للدولة.ولم تسترع هذه الخطة أي اهتمام شعبي أو دولي تقريبا، وقد أسندت مهمة تنفيذها إلى مجموعة شركات خاصة تتولى في نفس الوقت شراء عقارات فلسطينية بالقدس الشرقية لبناء مستوطنات عليها. وتقول نيويورك تايمز في تقرير لها من القدس: غير أن أجزاء معينة متعلقة بالخطة من قبيل التهديد بهدم منازل الفلسطينيين -بزعم أنها غير مرخصة- والواقعة بالمنطقة التي تجري إعادة تطويرها، كانت مثار تنديد واسع النطاق. وتتوقع الصحيفة أن يؤدي النشاط الإسرائيلي بتلك المنطقة التي تعرف باسم الحوض المقدس, إلى تفاقم القلق وتزايد الاحتكاكات بين السكان في وقت يتأهب فيه بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر لزيارة الأماكن الدينية المسيحية هذا الأسبوع، بينما تروّج إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لإنشاء دولة فلسطينية تكون بعض أجزاء من القدس عاصمة لها. والحوض المقدس هو منطقة شديدة التعقيد تتميز بالمقامات الدينية والكنوز الدفينة للديانات السماوية الثلاث. وقال منسق الأمم المتحدة الخاص للشرق الأوسط روبرت سيري أثناء جولة له مؤخرا بالقدس الشرقية, إن كل شيء تقوم به إسرائيل الآن هو مثار خلاف كبير محذرا السلطات الإسرائيلية من اتخاذ أي إجراء من شأنه أن "يصب الزيت على النار". ورغم هذا التحذير فإن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تصر على المضي قدما في خطتها. وفي ذلك قال وزير داخليتها إيلي إيشاي الأسبوع الماضي عمّا يجري من نشاط بالمنطقة المعنية إنه ينوي المضي في الأمر بكل ما أوتي من عزم, مشيرا إلى أن تلك الأرض هي جزء من سيادة إسرائيل وأن المستوطنات اليهودية هي حق من حقوقهم. ويجري العمل في إطار الخطة المرسومة بإزالة مكبات القمامة وتنظيف الأراضي المهملة وتحويلها إلى حدائق ومتنزهات, وإحاطتها بلافتات ولوحات إعلانية جديدة تشير إلى مواضع من التاريخ اليهودي. وكانت إسرائيل قد احتلت تلك الأجزاء من المدينة التي تضطلع بتطويرها الآن في حرب 1967، لكن أحدا بالخارج لم يعترف بذلك الضم. بينما يحتدم الصراع بين الأطراف المعنية في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إزاء الحق التاريخي في المدينة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
|