يدرس الكنيست الاسرائيلي مشروع قانون جديد يحظر رفع اذان الفجر في مساجد وجوامع مدينة القدس المحتلة والمدن الفلسطينية المحتلة عام 1948.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وتقدم بمشروع القانون الجديدي الى الكنيست النائب عن حزب كديما أريه بيبي بزعم انه تلقى مئات الطلبات, الخطية والشفهية, التي تعبر عن انزعاج ملايين اليهود من رفع الاذان في ساعات الفجر الاولى.
وفسر بيبي تقدمه بمشروع القانون بالقول المسلمون في القدس وفي غيرها من البلدات العربية في اسرائيل والضفة الغربية, يطلقون الآذان في ساعات الفجر الأولى, ويزعجون بذلك ملايين الاسرائيليين من غير المسلمين, عمال يعودون من أشغالهم منهكين لا يستطيعون النوم, ومرضى ومسنون يعانون من القلق الدائم بسبب صوت الآذان, فإذا كان المؤمنون المسلمون مضطرين الى سماع الآذان, ينبغي عليهم أن يجدوا طريقة أخرى لرفع الآذان من دون ازعاج الآخرين.
وادعى بيبي, في تسويغ اقتراح القانون, ان هذه القضية باتت مشكلة عالمية, في كل دولة يعيش فيها مسلمون الى جانب أبناء طوائف دينية أخرى, وما جرى في سويسرا من حظر لبناء مآذن للمساجد, دليل على ان البشرية بدأت تعالج هذه المشكلة.
وزاد أنا لا أقترح منع بناء مآذن ولا منع الآذان, بل فقط وقف الآذان بهذه الطريقة في ساعات الفجر.
واقترح بيبي فتح إذاعة خاصة صامتة لا تبث شيئا سوى آذان الفجر, يتم فتح المذياع قبل النوم, وعندما يحين موعد صلاة الفجر, يرفع الآذان ويسمع فقط في المذياع.
ولاقى اقتراح بيبي تنديدا من اعضاء الكنيست العرب, وقال رئيس الحركة العربية للتغيير النائب أحمد الطيبي هذا اقتراح عنصري يدل على ان الكثير من الاسرائيليين لا يصلحون للعيش المشترك مع العرب, ولكن عليهم ان يعرفوا اننا هنا قبلهم, هم الذين جاءوا الى بلادنا, فإذا كان صوت الآذان يزعجهم فليرحلوا.
وشدد الطيبي ان العرب لن يلتزموا بقانون كهذا إذا تم سنه, ووجه حديثة الى اعضاء الكنيست بالقول أريد أن أراكم تعتقلون إمام مسجد لأنه رفع الآذان.
وتعالت الاصوات المطالبة بمنع اذان الفجر أيلول الماضي عندما أقدم المستوطنون على اطلاق موسيقى دينية يهودية صاخبة عبر مكبرات الصوت من الكنيس الذي أقاموه قرب الحرم الابراهيمي في الخليل طيلة 24 ساعة, وارجعوا هذا التصرف يومها على انه رد على آذان الفجر الذي يطلق من مكبرات الصوت في المساجد.
وقال الارهابي العنصري باروخ مارزل يومها ان المسلمين اشتروا بأموال سعودية مكبرات صوت جديدة تجعل الآذان لا يحتمل.
وإثر ذلك أقيم لوبي خاص في الكنيست الاسرائيلي يقود معركة منع أذان الفجر في جميع انحاء اسرائيل.
ويترأس هذا اللوبي عضو الكنيست استرينا ترتمان, وهي من حزب اسرائيل بيتنا الذي يقوده وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.
وقالت ترتمان ان القانون يمنع أي مواطن من ازعاج الآخرين, ويمنع استخدام مكبرات الصوت من الساعة الحادية عشرة من كل يوم وحتى الساعة السابعة صباحا, وهذا القانون ينفذ بصرامة على جميع الطوائف, بما في ذلك اليهود, وفي شهر الصلحات, ما بين عيد رأس السنة اليهودية ويوم الغفران, يقيم اليهود صلوات طوال الليل لمدة شهر, ولكن الشرطة تمنعهم من استخدام المكبرات بعد الساعة الحادية عشرة.
وقالت عضو بلدية الاحتلال في القدس ياعيل عنيبي ان هذه المشكلة محرقة في القدس بشكل خاص, لأن فيها أكبر مستشفيات في اسرائيل, والمرضى لا يستطيعون النوم.
وقد خرجت منظمة يش دين, وهي منظمة تضم رجال دين يهود من حركة السلام, بحملة احتجاج على هذه الحملة, وقالت – في بيان لها – ان الذين يديرون هذه الحملة لا يمتون بصلة الى الديانة اليهودية, وما هم سوى عنصريين متطرفين يسعون بكل قوتهم الى جعل الحياة المشتركة مستحيلة, داعين رجال الدين اليهود الكبار الى صد تلك الحملة العنصرية.
ولكن المستوطنين في الخليل اعتبروا هذه المنظمة تجمعا لليهود الخونة الذين تربوا على الخنوع للعدو والنفاق للعرب والمسلمين.
ومن المفترض أن يبحث مشروع القانون ضد الآذان في الكنيست الشهر المقبل, وهو يحتاج الى بحث على أربع مراحل حتى يصبح قانونا رسميا ملزما.
ويخشى المسلمون ان يمرر مشروع القانون في الكنيست بسبب الأكثرية اليمينية المتطرفة ويصبح قانونا, كما حصل مع العديد من القوانين العنصرية
المصدر:صحيفة العرب اليوم