.جولات حوار القاهرة لم تصل إلى اتفاق حتى الآن (الجزيرة)
أحمد فياض-غزة
تعددت حالات التوافق الفلسطيني بين السلطة الفلسطينية في رام الله والحكومة المقالة بغزة في أكثر من ملف يؤرق الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة.
فمن إعلان مشترك لنتائج الثانوية العامة، إلى توافق على ملف العلاج الطبي بالخارج، ثم إنجاح ملف الحج والعمرة، وأخيراً الاقتراب من التوصل إلى اتفاق في قضية حل مشكلة النوادي الرياضية بين الطرفين.
وهنا يبرز تساؤل: هل يستعيض الفلسطينيون بالتوافق عوضاً عن الاتفاق الذي ينهي الانقسام ويعيد إلى الوطن لحمته؟
وكيل وزارة التربية والتعليم في الحكومة المقالة يوسف إبراهيم أوضح أن التوافق المشترك بين الإدارة العامة للامتحانات في قطاع غزة ومثيلتها في رام الله على إعلان نتائج الثانوية العامة لهذا العام، كان انطلاقاً من حرص الجميع على عدم الزج بالملف التعليمي في التجاذبات السياسية الدائرة بين الطرفين.
وأكد أن التنسيق بشأن الإعلان المشترك عن نتائج الثانوية سبقها الاتفاق على العديد من القضايا الأخرى التي تخص الحقل التعليمي.
يوسف إبراهيم: دوائر وزارة التربية في غزة ورام الله تجاوزت الكثير من نقاط الخلاف (الجزيرة نت)
تنسيق مستمر
وأوضح إبراهيم في حديث للجزيرة نت أن التنسيق المشترك نابع من قناعة الحكومة بضرورة استمرار التنسيق بين جميع الوزارات وليس التعليم فقط للوصول إلي التوافق الشامل، مشيراً إلى أن دوائر الوزارة في غزة ورام الله استطاعت تجاوز الكثير من نقاط الخلاف في قضايا هامة بمجال التعليم، "لكن مع ذلك لا تزال هناك بعض القضايا التي يدور الخلاف حولها".
بدوره قال عضو لجنة المصالحة الوطنية إياد السراج إن المؤسسات الفلسطينية الأهلية العاملة بالقطاع الصحي استطاعت من خلال توسطها بين حكومة رام الله وحكومة غزة إبعاد القطاع عن الخلافات السياسية لتسهيل الإجراءات التي يتابعها المواطن عند حصوله على تحويله للعلاج في الخارج.
وأضاف أنه بالفعل تم الاتفاق علي تشكيل لجنة مشتركة تشرف على دائرة العلاج بالخارج بعد شهر من المفاوضات، مشيرا إلى أن "اللجنة اليوم تمارس عملها على الأرض بكل شفافية وموضوعية من دون أي عقبات تذكر".
إنهاء الانقسام
وأكد السراج في حديث للجزيرة نت أن مثل هذه التوافقات يمكن أن تكون مقدمة لإنهاء الانقسام وعودة اللحمة بين طرفي الوطن، شريطة وجود أشخاص من الطرفين لديهم النية الطيبة والاستعداد الكامل للتعامل مع الآخرين.
إياد السراج يدعو الاحتلال إلى الضفة وغزة إذا كان ذلك وسيلة للوحدة الوطنية (الجزيرة نت)
وشدد على أنه إذا لم تتوافر النية الصادقة فإن مصير التوافقات سيكون الفشل الحتمي، وسيقود ذلك إلى المزيد من التشرذم والانقسام داخل الوطن الواحد.
وأوضح السراج "أنا من دعاة عودة الاحتلال إلى الضفة وغزة إذا كان ذلك وسيلة إلى الوحدة الوطنية"، وأضاف "سنواصل عملنا من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين من أجل تحقيق المصالحة".
وكشف أن حكومة غزة كان لديها استعداد أكبر في موضوع تحقيق التوافقات، وأن حكومة رام الله لم يكن حجم التجاوب لديها بالدرجة المطلوبة.
احتياجات وخلافات
ومن جانبه قال وزير الأوقاف في حكومة تسيير الأعمال برام الله محمود الهباش إن مثل هذه التوافقات في القضايا المختلفة التي حصلت مؤخرا لا علاقة لها بالانقسام لوجود خلافات سياسية واحتياجات اجتماعية للمواطن الفلسطيني.
وأضاف "نحن نفصل بين اختلافنا مع حركة حماس وواجبنا تجاه أهلنا في قطاع غزة، وهذا الواجب يدفعنا إلى التعامل بشكل استثنائي مع الخدمات المطلوب تقديمها للمواطن، وقد يظهر هذا للبعض على أنه تنازل، ولكن المهم أن نقدم خدمات على صعيد التعليم والصحة والحج والعمرة بعيدا عن الخلاف السياسي".
وأكد في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أنه "آن الأوان لأن ننهي الانقسام وأن يتنازل كل منا للآخر في سبيل المصالحة العامة والمصلحة الوطنية للحفاظ على ما تبقى من زخم للقضية الفلسطينيه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]