أبواب
باب المغاربة
رأى القبة أمامه ذهبية لامعة تنادي بأعلى صوتها سأحمل همي وهمك.
فابتسم حتى لمع سنه الذهبي مقابل القبة المقدسة انقضت ثلاثون عاماً على مرور الغجري (أبو سند) عندما أجلسه قرب أحد أبواب القدس أسماه من أحبه باب المغاربة وأخذ يداعب إحدى أسنانه مرة بلطف ومرة بعنف حتى ترك فوقها غطاء ذهبياً يلمع كلما ابتسم، لكنه الآن يلمس القطعة الذهبية وقد تآكل بعضها، وبدا السواد تحتها مختالاً فبجلها باكياً تلمع بعض بقايا الذهبية كلما اشتد بكاؤه.
طريق الآلام
ما زال طريق الآلام حياً، المسيح يصلب كلما تنفست الشمس صباحاً، واستنشقت الأرض وهجها.
والوالدان يهجران كنيسة القيامة، ويغلقان مغارتها لينذرف بعض الدمع على الحفيد الغالي الذي ما زال يصلب.
وشارع الواد وخان الزيت والأقباط يتأوهون كلما سمعوا صوت تأوهات الصليب.
أبوا ب القدس السبعة
تجمعت الأبواب السبع على مدار سبع ليالٍ: الجديد، والعمود، والساهرة، والخليل، وباب داود، والمغاربة، والأسباط، يتحلقون حول اللهب في المنتصف، والشرر والجمر يتطايران، فيلفح الدخان الحار أقدام الأبواب، لكنها تبقى صامتة متجرعة الألم ممسدة جراحها وقد انتهت الليالي وقضت الأبواب.
مسجد عمر
جاء عمربن الخطاب يبحث عن مسجده ليصلي ركعتين كما فعل بعد الفتح، لكنه كان يرفض الدعوات لأي مكانٍ آخر،صرخ الناس سيصلي عمر ركعتين كما فعل بعد الفتح.
انتظر عمر، لم تفتح أبواب مسجده، ولم يصل ركعتين فغاب.صرخ الناس غاب عمر ولن نصلي ركعتين كركعتي ما بعد الفتح.
باب القطانين
يشعر بالانحناء كلما ما مر تحت أقواس سوق القطانين، من هناك اشترى لها مصحفاً مصدفاً، قبلته بين يديه قبل أن يمده لها.. فشَعر أن قدّيسةً تركع بين يديه، وهالة أضواء الخمسينَ دكاناً في السوق تلفها وتزيدها إشراقاً، قرآ دعاءً معاً، يذكر أنه قرأه ولكنه اليوم لا يذكر نصه، يذكرها ولا يذكر بعض ملامحها، لكنه كلما دخل السوق وتراقصت حبات المسابح أمامه وتلألأت أمامه قطع القماش المذهب تذكر تلك الهالة والإشعاع المتدفق منها.
حائط المبكى
لمع حجرٌ في الجدار، وأخذ يتباهى، فحجاج الموت يزورونه ويبكون بقربه، يبثون همومَ ديانتهم، ويتبركون بما ليس فيه بركةٌ لهم.
لمع الحجر وأرسل شعاعه على طول السور الغربي لمدينة القدس حتى أخذ الناس يخفون أبصارهم.
ضحك الحجر ثم مات باكياً.
القاصة سميرة ديوان