التسمية قبل الطعام والأكل باليمين مما يلي الآكل
* عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك" رواه البخاري ومسلم. وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأكل طعاماً في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين فقال صلى الله عليه و سلم : أما أنه لو سمى لكفاكم . عن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا : يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع ؟ قال : " لعلكم تفترقون ؟ قالوا : نعم . قال : فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله يبارك لكم في ه" . و عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال" رواه مسلم ،وفي رواية له عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،قوله صلى الله عليه و سلم : " إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه و إذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله و يشرب بشماله". و عن سلمة بن الأكوع أن رجلاً أكل عند رسول الله صلى الله عليه و سلم بشماله فقال له صلى الله عليه و سلم : " كل بيمينك قال : لا أستطيع ،ما منعه إلا الكبر فقال صلى الله عليه و سلم : لا استطعت قال سلمة : فما رفعها إلى فيه " رواه مسلم . و من حديث طويل رواه عبد الله بن بسر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم أتى بقصعة قد ثرد فيها فقال عليه الصلاة و السلام:"كلوا من جوانبها و دعوا ذروتها يبارك فيها" و عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " اذكروا اسم الله و ليأكل كل رجل مما يليه" رواه البخاري. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافته ولا تأكلوا من وسطه " . التسمية أول الطعام تربط المسلم بالرزاق المنعم وتخلق فيه حالة من الطمأنينة تذكره بأن الرزق من عند الله ولا شك أن الذي يأكل وهو بحالة نفسية من الراحة والرضا فإن تمثل الطعام في بدنه ومن ثَمَّ فإن استفادته منه تكون أعظم مما لو كان قلقاً متوتراً أثناء تناوله لطعامه(16).فالتوتر والقلق يؤديان إلى عسر الهضم وإلى عدد من أمراض السبيل الهضمي والتي تقلل الاستفادة من الطعام المتناول. وأما تخصيص اليد اليمنى(16) للأمور الكريمة من أكل وشرب ومصافحة وغيرها، و تخصيص اليسرى للأمور المستقذرة من استنجاء و رمي للأقذار فهي لا شك تنظيم نبوي كريم يمكن اعتباره من أسس النظافة و الصحة الشخصية،و ينسجم مع مبادئ الطب الوقائي الحديث للوقاية من العدوى و تقليل عوامل سراية المرض. أما أن يأكل المرء مما يليه من قصعة الطعام فهو ولا شك هدي نبوي إلى خلق كريم تتجمل به الجماعة المسلمة و ينم عن أدب اجتماعي جم رفيع هو من تعاليم من وصفه المولى مخاطباً إياه (وإنك لعلى خلق عظيم). ولعل من حكمته أنه يقلل خطر انتقال الأوبئة فيما لو كان بعض الآكلين حملة لجراثيم مهمة .