النهي عن أكل الطعام الحار
* عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يأكل الحار ويقول إنه غير ذي بركة وأن الله لم يطعمنا ناراً" رواه البيهقي بإسناد صحيح. وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " أبردوا بالطعام الحار فإن الحارَّ غير ذي بركة"•••. وعن أبي هريرة رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه و سلم أُتي بصفحة تفور فرفع يده منها وقال:إن الله لم يطعمنا ناراً"••••. وعن صهيب رضي الله عنه قال : " نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أكل الطعام الحار حتى يمكث"•. وعن خولة بنت قيس رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها فصنعت له حريرة (وفي رواية خريزة) فلما قدمتها إليه فوضع يده فيها فوجد حرَّها فقبضها ثم قال يا خولة إنا لا نصبر على حر ولا نصبر على برد"••. أما من الناحية الطبية فإن الأطعمة والأشربة الحارة جداً يمكن أن تؤدي كثيراً إلى حروق تبدو غالباً (24) في قبة الحنك أو المنطقة الشفوية. وتعزو الكتب الطبية المدرسية (25) كثرة حدوث السرطانات في القسم العلوي من جهاز الهضم وخاصة سرطان المريء إلى الاعتياد على شرب المشروبات شديدة الحرارة ولا سيما الشاي. عدم النوم بعد الطعام مباشرة: عن عائشة رضي الله عناه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة ولا تناموا عليه فتقسوا قلوبكم " . وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " أكل العباد ونومهم عليه قسوة في قلوبهم " . قال الحرَّاني:والقسوة اشتداد التصلب والتحجر،وقال الغزالي (11) وفيه يستحب ألا ينام بعد الشبع فيجمع بين غفلتين فيعتاد الفتور ويقسو قلبه ولكن ليصَلِّ أو يجلس يذكر الله فإنه أقرب إلى الشكر،وكان الثوري رحمه الله إذا شبع ليلة أحياها. وتذكر كتب الطب الوقائي (22) أن النوم يوجب البطء في جميع الأفعال الحيوية في البدن والهضم من جملتها،فالنوم بعد الطعام يربك الهضم ويؤدي إلى عسرات وكثرة الغازات،كما أنه من الملاحظ (23) أن معظم حالات الذبحة الصدرية تأتي بعد وجبة ثقيلة والنوم بعدها مباشرة. فيجب ترك فترة تقرب من ساعة تفصل بين انتهاء الطعام والنوم الطويل حتى تكون المعدة قد انتهت تقريباً من هضمه.
الأمر بلعق الأصابع والصفحة
* عن جابر رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بلعق الأصابع والصفحة وقال:إنكم لا تدرون في أيِّ طعامكم البركة" رواه مسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أيتهن البركة" رواه مسلم والترمذي. وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان،ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدري في أيِّ طعامه البركة" رواه مسلم. وعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يأكل بثلاث أصابع فإن فرغ لعقها" رواه مسلم. قال القاضي عياض:إن المراد بذلك هو عدم التهاون بالطعام القليل وإن محله فيما لم يحتج إلى غسل الماء مما ليس فيه دسم ولا زهومة فإن احتاج كان الغسل أولى. وقال الخطابي:عاب قوم أفسد عقولهم الترف فزعموا أن لعق الأصابع مستقبح كأنهم لم يعلموا أن الطعام الذي علق بالأصابع أو الصفحة هو جزء من أجزاء ما أكلوه،وإذا لم يكن سائر أجزائه مستقذراً لم يكن الجزء اليسير منه مستقذراً. ويعلق د. الأحمد (16) فيقول:والحق أن وسيلة الأكل في تلك الأيام كانت الأصابع،واليوم فهل يعيب على الآكل أن يلعق ملعقته ؟.
تغطية الإناء وإيكاء السقاء
* عن أبي حميد السّاعدي رضي الله عنه قال : "أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بقدح من لبن النقيع ليس مخمراً فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" ألا خمرته ولو تعرض عليه عوداً" قال أبو حميد:إنما أمرنا بالأسقية أن توكأ ليلاً وبالأبواب أن تغلق" رواه مسلم. وتخمير الإناء تغطيته لئلا يسقط فيه شيء وأوكأت الإناء إذا شددته. وعن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"غطوا الإناء وأوكوا السقاء فإن في السنة ليلة ينزل بها وباء،لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء" رواه البخاري ومسلم. إن تغطية آنية الطعام والشراب لحمايتها من الغبار والذباب ومن أجل منع التلوث الجرثومي وانتشار الأمراض السارية تعتبر من أهم قواعد الطب الوقائي الحديث،وإنه لمن المعجز حقاً أن يأمر النبي صلى الله عليه و سلم بهذا الهدي الصحي العظيم،وأن يخبر بإمكانية انتقال الوباء بهذه الطريقة قبل اكتشاف الجراثيم والعوامل الممرضة بأكثر من 14 قرناً.
تقديم العَشاء على صلاة العِشاء
* عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:"إذا وُضِع العَشاء وأُقيمت الصلاة فابدؤوا بالعَشاء" رواه البخاري. إن هذا الحديث عبارة عن قاعدة شرعية جليلة،الحكمة منها أن المصلي الخاوي البطن يبتعد عن الخشوع فينقر صلاته مستعجلاً فلا يحقق المراد من الصلاة. فالنبي صلى الله عليه و سلم ينصح المسلمين وخاصة في شهر الصيام أن يبدؤوا بالطعام أولاً ثم يصلوا بعد ذلك كي يتسنى لهم الخشوع في صلاتهم. أما التعليل الطبي لهذا الأمر النبوي (12) فإن الطعام منذ أن يوضع وتظهر روائحه فإن العصارات الهاضمة تبدأ بالإفراز ومنها اللعاب كما تسيل عصارة المعدة منتظرة وصول الطعام إليها وفيها من الحموض والخمائر ما فيها،فإذا تأخر وصول الطعام إليها فقد تؤثر هذه العصارة المتدفقة على جدران المعدة أو في جدران البصلة العفجية محدثة فيها التقرحات،وقد يصاب المرء بعد ذلك بضعف إفراز العصارة المعدية إذا وجدت أن التنبيهات كانت تأتيها خاطئة ويصاب المرء بعسرة الهضم.
ما يقوله المسلم إذا فرغ من طعامه
* عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم إذا رفع مائدته قال:"الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنىً عنه" رواه البخاري. وعنه أيضاً أن النبي صلى الله عليه و سلم إذا فرغ من طعامه قال : "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين " . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : " من أكل طعاماً فقال : الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غُفر له ما تقدم من ذنبه " .