النهي عن الشرب في آنية الذهب والفضة
* عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول : " لا تلبسوا الحرير والديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة" رواه البخاري . وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :"الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر بطنه في نار جهنم" رواه البخاري. هذا ولم أجد أحداً من الباحثين ذكر حكمةً صحيةً لهذا الأمر التعبدي. ولعل من الحكمة دعوته صلى الله عليه و سلم إلى عدم التبذير وعدم الكبرياء ولأن في غيرهما من المعادن ما يفي الغرض،وأيضاً حتى لا توجد أزمة نقدية باستعمال ما خصص لها من ذهب وفضة في غير موضعه•••.
الاجتماع على الطعام
* عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "أحب الطعام ما تكاثرت عليه الأيدي" وفي رواية "ما كان على ضفف"•. وعن وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده صلى الله عليه و سلم قال : قالوا يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع ؟ قال:"تجتمعون على الطعام أو تتفرقون" قالوا نتفرق قال :"اجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله تعالى يبارك لكم فيه"••. وفي الحديث إشارة إلى أن المواساة إذا حصلت،حصلت معها البركة فتعم الحاضرين. وهذا علاج نبوي كريم عندما شكى إليه الصحابة الكرام من الجوع وعدم الشبع. المضمضة بعد الطعام : عن سويد بن النعمان قال : " خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر فلما كنا بالصهباء دعا بطعام،فما أُتي إلا بسويق،فأكلنا،فقام إلى الصلاة فتمضمض ومضمضنا" رواه البخاري. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما " أن رسول الله صلى الله عليه و سلم شرب لبناً فدعا بماء فمضمض وقال:إن له دسماً" رواه البخاري ومسلم. وفي هذا الهدي النبوي حفظ لصحة الأسنان ووقايتها من النخر والتسوس،ذلك أن بقايا الطعام في الفم وبين ثنايا الأسنان يمكن أن تتخمر وتتفسخ متحولة ضمن الفم إلى مزرعة جرثومية خطيرة يمكن أن تترعرع فيها الجراثيم وتتكاثر بسهولة مؤدية إلى حالات مرضية قد تكون وخيمة العواقب،ومن أجل هذا أيضاً كما سنرى شرع استعمال السواك.
عدم الأكل من الخبز المرقق المنخول
* عن سهل بن سعد "أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يأكل خبز الشعير غير منخول". وعن أبي حازم قال سألت سهل بن سعد رضي الله عنه هل أكل رسول الله صلى الله عليه و سلم النقي ؟ فقال:ما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم النقي من حين ابتعثه الله حتى قبضه. فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم مناخل ؟ فقال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم منخلاً من حين ابتعثه الله حتى قبضه الله.فقلت :كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول ؟ فقال :"نطحنه وننفخه فيطير منه ما يطير وما بقي ثرَّيناه فأكلناه" رواه البخاري. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " ما أكل النبي صلى الله عليه و سلم على خوان ولا في سكرجة ولا خبز له مرقق وفي رواية وما أكل خبزاً مرققاً حتى مات" رواه البخاري. وعن أم أيمن رضي الله عنها أنها غربلت دقيقاً فصنعته للنبي صلى الله عليه و سلم رغيفاً فقال: ما هذا ؟ قالت طعام كنا نصنعه بأرضنا فأحببت أن أصنع لك منه رغيفاً فقال صلى الله عليه و سلم : ردّيه فيه ثم اعجنيه"•. وعن أنس رضي الله عنه قال : " ما رأى النبي صلى الله عليه و سلم رغيفاً محوراً بواحد من عينيه حتى لحق بالله"•• رواه ابن ماجه. النقي:الدقيق الأبيض،وثرَّيناه:بلَّلناه بالماء،والخوان هو طاولة الطعام،أما السكرجة فهي الإناء الذي توضع فيه الكوامخ والمقبلات،والمحور الني ينخل مرة بعد مرة. يقول د.الكيلاني (12) : لقد رفض رسول الله صلى الله عليه و سلم الرغيف الأبيض ذو الدقيق المنخول ورغب في الأسمر المصنوع من الدقيق الكامل غير المنخول،حدث هذا منذ 14 قرناً وعرف الطب الحديث اليوم أهمية النخالة وفائدة إضافتها إلى الخبز في منع حدوث سرطان الكولون الذي كثرت حوادثه في المجتمعات المتحضرة التي تأكل الخبز الأبيض وصارت أكياس النخالة تباع اليوم ليؤكل منها مع الطعام لمنع حدوث الإمساك المزمن وللوقاية من سرطان القولون. كما صار الخبز الأسمر مرغوباً به عند من يهتم بالصحة هذا عدا عن أن الاقتصار على الخبز الأبيض قد يؤدي إلى نقص في عنصر الزنك في الجسم والذي يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة.