مملكة داود
نشأة اللاهوت الأورشليمي
بعد أن اتخذ داود مدينة أورشليم عاصمة له بدأ في الظهور فكر لاهوتي
يربط المدينة بداود ويؤكد على الاختيار الإلهي لداود وأورشليم، أصبحت فيما بعد تشير
إلى أورشليم ذاتها فقد ورد في العهد القديم على لسان سليمان: "مبارك الرب إله
إسرائيل الذي كلم بفمه داود أبي وأكمل بيديه قائلا منذ يوم أخرجت شعبي من أرض مصر
لم أختر مدينة من جميع أسباط إسرائيل لبناء بيت ليكون اسمي هناك ولا اخترت رجلا
يكون رئيس لشعبي إسرائيل، بل اخترت أورشليم ليكون اسمي فيها واخترت داود ليكون على
شعبي إسرائيل".
ويشير هذا النص إلى بداية الفكر اللاهوتي الذي ظهر حول أورشليم
ليحولها بعد استيلاء داود عليها بناء سليمان للهيكل منها إلى المدينة المقدسة
للإسرائيليين، المدينة التي يسكنها الرب في البيت الذي بني له باسمه والذي كان في
نفس الوقت هو بيت الملك حتى يصطبغ الحكم بالصبغة الدينية، ويصبح الملك يحكم باسم
الرب ومن بيته وحتى يجتمع في شخص الملك صفة الملك والكاهن: "وكان لما أكمل سليمان
بناء بيت الرب وبيت الملك"، وفي موضع آخر: "وبعد نهاية عشرين سنة بعدما بنى سليمان
البيتين بيت الرب وبيت الملك"، ويؤكد هذا اللاهوت على الاختيار الإلهي لأورشليم
وعلى مركزية العبادة فيها فهي ليست مجرد عاصمة سياسية لداود وسليمان ولكن شاء
التفكير اللاهوتي المتأخر أن يحولها أيضا إلى المركز الديني الوحيد لبني إسرائيل:
"ولأجل أورشليم التي اخترتها"، وأيضا: "لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل هاأنذا أمزق
المملكة من يد سليمان أعطيك عشرة أسباط ويكون له سبط واحد من أجل عبدي داود ومن أجل
أورشليم المدينة التي اخترتها في كل أسباط إسرائيل.. أورشليم المدينة التي اخترتها
لنفسي لأضع اسمي فيها".
ويلاحظ أن هذا اللاهوت الأورشليمي يتطور في ظل ظروف غريبة وغير
مواتية ولا يتناسب مع طبيعة الأحداث ولكنه التناقض الإسرائيلي الذي جعل الفكر
اليهودي المتأخر الذي صاغ أسفار العهد القديم يبني لاهوت أورشليم في ظل ما سماه
بعصيان داود وسليمان ونكثهما بالعهد والفرائض، وأول علامات التناقض في هذا اللاهوت
الناشئ حول المدينة وحول داود أن الرب الذي اختار أورشليم مدينة له واختار داود على
شعبه إسرائيل يمنع داود المختار من بناء بيت الرب: "ودعا داود سليمان ابنه وأوصاه
أن يبني بيتا للرب إله إسرائيل وقال داود لسليمان: يا ابني قد كان في قلبي أن أبني
بيتا لاسم الرب إلهي، فكان إلي كلام الرب قائلا قد سفكت دما كثيرا وعملت حروبا
عظيمة فلا تبني بيتا لاسمي لأنك سفكت دماء كثيرة على الأرض أمامي، هو ذا يولد لك
ابني يكون صاحب راحة وأريحة من جميع أعدائه حواليه لأن اسمه يكون سليمان فأجعل
سلاما وسكينة في إسرائيل في أيامه هو يبني بيتا لاسمي، وهو يكون لي ابنا وأنا له
أبا وأثبت كرسي ملكه على إسرائيل إلى الأبد، الآن يا ابني ليكن الرب معك فتعلم
وتبني بيت الرب إلهك كما تكلم عنك". وهكذا في الوقت الذي يختار فيه الرب داود يمنعه
من بناء بيته لكثرة سفكه للدماء، ولحروبه الكثيرة والوجه الآخر للتناقض أن أورشليم
التي ادعى كتاب العهد القديم اختيارها مدينة للرب مع اختيار داود... نفس هذه
المدينة المختارة يعلن الرب عن رغبته في تدميرها بسبب ذنوب داود وآثامه على حد
تعبير كتاب العهد القديم فيرسل الرب عليها ملاكا ليهلكها: "فجعل الرب وباء في
إسرائيل من الصباح إلى الميعاد فمات من الشعب من دان إلى بئر سبع سبعون ألف رجل،
وبسط الملاك يده على أورشليم ليهلكها فندم الرب عن الشر وقال للملاك المهلك الشعب
كفى، الآن رد يدك.. فكلم داود الرب عندما رأى الملاك الضارب الشعب وقال ها أنا
أخطأت وأنا أذنبت وأما هؤلاء الخراف فماذا فعلوا فلتكن يدك علي وعلي بيت أبي..
واستجاب الرب من أجل الأرض فكفت الضربة عن إسرائيل".
وليس هناك من تفسير لهذا التناقض في اختيار داود وأورشليم ورغبة
الرب في تدمير أورشليم ورفضه أن يبني داود بيتا له سوى أن كتاب العهد القديم أرادوا
أن يضعوا نهاية لاختيار داود ليفسحوا المجال أمام اختيار إلهي جديد لسليمان لحل محل
داود، وليس هناك من وسيلة لإبقاء على الاختيار الإلهي لداود مع الاختيار الإلهي
الجديد لسليمان، وقد آثر كتاب العهد القديم الوقوع في التناقض مع ما فيه من تشويه
للعقيدة وللذات الإلهية التي نراها مترددة في اختيارها، ونادمة على أفعالها أما
الاختيار الإلهي الجديد لسليمان فنص عليه العهد القديم وعلى لسان داود المعترف
بإثمه والقابل لاختيار ابنه من عند الرب: "لقد كان في نيتي أن أبني بيتا يستقر فيه
تابوت عهد الرب، ويكون موطئا لقدمي إلهنا، وقد جهزت ما يحتاجه هذا البناء من مواد.
ولكن الله قال لي: لا تبن أنت بيتا لاسمي، لأنك رجل حرب وقد سفكت دما. إن الرب إله
إسرائيل قد اصطفاني من كل بيت أبي ليجعلني ملكا على إسرائيل إلى الأبد، وذلك لأنه
اختار سبط يهوذا للرئاسة، ثم اختار بيت أبي من بين بيوت يهوذا، وقد سر أن يفرزني من
بين أبناء أبي ليوليني على ملك إسرائيل. ثم اصطفى ابني سليمان من بين أبنائي
الكثيرين الذين رزقني بهم الرب، ليخلفني على عرش مملكة الرب، على إسرائيل. وقال لي:
إن سليمان ابنك هو الذي يبني بيتي ودياري، لأنني اصطفيته لي ابنا وأنا أكون له أبا.
فإن أطاع شرائعي وأحكامي وعمل بها كما هي عليه اليوم فإنني أثبت مملكته إلى
الأبد.".
وسرعان ما يسقط هذا الاختيار الإلهي الجديد، فمثلما وقع داود في
الإثم هكذا أيضا وقع سليمان، وهكذا يعلن الرب من جديد عن غضبه على مختاره سليمان،
مما يضيف تشويها جديدا إلى الذات الإلهية وقع فيه كتاب العهد القديم في محاولاتهم
المتكررة لتبرير تولية ملوكهم وإبدال بعضهم ببعض عن طريق الوسيلة القديمة البالية
وهي وسيلة الاختيار الجديد الذي يلغي اختيارا قديما، وينتهي بنسبة الآثام والخطايا
إلى المختارين، ونسبة التردد والندم إلى الرب وما ينطوي عليه ذلك من نقص في المعرفة
وعدم معرفة بالسلوك المستقبلي لكل من داود وسليمان من قبل الرب، يقول العهد القديم
في أمر وقع وقوله سليمان في الخطيئة الكبرى وهي اتباع آلهة أخرى وعلينا أن نتذكر
أنا خطيئة موجهة إلى نبي: "وأولع سليمان بنساء غريبات كثيرات، فضلاً عن ابنة فرعون،
فتزوج نساء موآبيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحثيات، وكلهن من بنات الأمم التي
نهى الرب بني إسرائيل عن الزواج منهم قائلاً لهم: لا تتزوجوا منهم ولا هم منكم،
لأنهم يغوون قلوبكم وراء آلهتهم. ولكن سليمان التصق بهن لفرط محبته لهن. فكانت له
سبعمائة زوجة، وثلاثمائة محظية، فانحرفن بقلبه عن الرب. فاستطعن في زمن شيخوخته أن
يغوين قلبه وراء آلهة أخرى، فلم يكن قلبه مستقيماً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه.
وما لبث أن عبد عشتاروث آلهة الصيدونيين، وملكوم إله العمونيين البغيض، وارتكب الشر
في عيني الرب، ولم يتبع سبيل الرب بكمال كما فعل أبوه داود. وأقام على تل شرقي
أورشليم مرتفعاً لكموش إله الموآبيين الفاسق، ولمولك إله بني عمون البغيض. وشيد
مرتفعات لجميع نسائه الغريبات، اللواتي رحن يوقدن البخور عليها ويقربن المحرقات
لآلهتهن فغضب الرب على سليمان لأن قلبه ضل عنه، مع أنه تجلى له مرتين، ونهاه عن
الغواية وراء آلهة أخرى، فلم يطع وصيته."
هذه صورة سليمان مختار الرب في عيون كتاب العهد القديم والذي سرعان
ما تخلوا عنه فاسقطوا اختياره بعد اتهامه بالشرك وحكموا على مملكته بالانقسام حتى
بعده "لأنك انحرفت عني ونكثت عهدي، ولم تطع فرائضي التي أوصيتك بها، فإني حتماً
أمزق أوصال مملكتك، وأعطيها لأحد عبيدك. إلا أنني لا أفعل هذا في أيامك، من أجل
داود أبيك، بل من يد ابنك أمزقها. غير أني أبقي له سبطاً واحداً، يملك عليه إكراماً
لداود عبدي، ومن أجل أورشليم التي اخترتها".
نشأة اللاهوت الأورشليمي
بعد أن اتخذ داود مدينة أورشليم عاصمة له بدأ في الظهور فكر لاهوتي
يربط المدينة بداود ويؤكد على الاختيار الإلهي لداود وأورشليم، أصبحت فيما بعد تشير
إلى أورشليم ذاتها فقد ورد في العهد القديم على لسان سليمان: "مبارك الرب إله
إسرائيل الذي كلم بفمه داود أبي وأكمل بيديه قائلا منذ يوم أخرجت شعبي من أرض مصر
لم أختر مدينة من جميع أسباط إسرائيل لبناء بيت ليكون اسمي هناك ولا اخترت رجلا
يكون رئيس لشعبي إسرائيل، بل اخترت أورشليم ليكون اسمي فيها واخترت داود ليكون على
شعبي إسرائيل".
ويشير هذا النص إلى بداية الفكر اللاهوتي الذي ظهر حول أورشليم
ليحولها بعد استيلاء داود عليها بناء سليمان للهيكل منها إلى المدينة المقدسة
للإسرائيليين، المدينة التي يسكنها الرب في البيت الذي بني له باسمه والذي كان في
نفس الوقت هو بيت الملك حتى يصطبغ الحكم بالصبغة الدينية، ويصبح الملك يحكم باسم
الرب ومن بيته وحتى يجتمع في شخص الملك صفة الملك والكاهن: "وكان لما أكمل سليمان
بناء بيت الرب وبيت الملك"، وفي موضع آخر: "وبعد نهاية عشرين سنة بعدما بنى سليمان
البيتين بيت الرب وبيت الملك"، ويؤكد هذا اللاهوت على الاختيار الإلهي لأورشليم
وعلى مركزية العبادة فيها فهي ليست مجرد عاصمة سياسية لداود وسليمان ولكن شاء
التفكير اللاهوتي المتأخر أن يحولها أيضا إلى المركز الديني الوحيد لبني إسرائيل:
"ولأجل أورشليم التي اخترتها"، وأيضا: "لأنه هكذا قال الرب إله إسرائيل هاأنذا أمزق
المملكة من يد سليمان أعطيك عشرة أسباط ويكون له سبط واحد من أجل عبدي داود ومن أجل
أورشليم المدينة التي اخترتها في كل أسباط إسرائيل.. أورشليم المدينة التي اخترتها
لنفسي لأضع اسمي فيها".
ويلاحظ أن هذا اللاهوت الأورشليمي يتطور في ظل ظروف غريبة وغير
مواتية ولا يتناسب مع طبيعة الأحداث ولكنه التناقض الإسرائيلي الذي جعل الفكر
اليهودي المتأخر الذي صاغ أسفار العهد القديم يبني لاهوت أورشليم في ظل ما سماه
بعصيان داود وسليمان ونكثهما بالعهد والفرائض، وأول علامات التناقض في هذا اللاهوت
الناشئ حول المدينة وحول داود أن الرب الذي اختار أورشليم مدينة له واختار داود على
شعبه إسرائيل يمنع داود المختار من بناء بيت الرب: "ودعا داود سليمان ابنه وأوصاه
أن يبني بيتا للرب إله إسرائيل وقال داود لسليمان: يا ابني قد كان في قلبي أن أبني
بيتا لاسم الرب إلهي، فكان إلي كلام الرب قائلا قد سفكت دما كثيرا وعملت حروبا
عظيمة فلا تبني بيتا لاسمي لأنك سفكت دماء كثيرة على الأرض أمامي، هو ذا يولد لك
ابني يكون صاحب راحة وأريحة من جميع أعدائه حواليه لأن اسمه يكون سليمان فأجعل
سلاما وسكينة في إسرائيل في أيامه هو يبني بيتا لاسمي، وهو يكون لي ابنا وأنا له
أبا وأثبت كرسي ملكه على إسرائيل إلى الأبد، الآن يا ابني ليكن الرب معك فتعلم
وتبني بيت الرب إلهك كما تكلم عنك". وهكذا في الوقت الذي يختار فيه الرب داود يمنعه
من بناء بيته لكثرة سفكه للدماء، ولحروبه الكثيرة والوجه الآخر للتناقض أن أورشليم
التي ادعى كتاب العهد القديم اختيارها مدينة للرب مع اختيار داود... نفس هذه
المدينة المختارة يعلن الرب عن رغبته في تدميرها بسبب ذنوب داود وآثامه على حد
تعبير كتاب العهد القديم فيرسل الرب عليها ملاكا ليهلكها: "فجعل الرب وباء في
إسرائيل من الصباح إلى الميعاد فمات من الشعب من دان إلى بئر سبع سبعون ألف رجل،
وبسط الملاك يده على أورشليم ليهلكها فندم الرب عن الشر وقال للملاك المهلك الشعب
كفى، الآن رد يدك.. فكلم داود الرب عندما رأى الملاك الضارب الشعب وقال ها أنا
أخطأت وأنا أذنبت وأما هؤلاء الخراف فماذا فعلوا فلتكن يدك علي وعلي بيت أبي..
واستجاب الرب من أجل الأرض فكفت الضربة عن إسرائيل".
وليس هناك من تفسير لهذا التناقض في اختيار داود وأورشليم ورغبة
الرب في تدمير أورشليم ورفضه أن يبني داود بيتا له سوى أن كتاب العهد القديم أرادوا
أن يضعوا نهاية لاختيار داود ليفسحوا المجال أمام اختيار إلهي جديد لسليمان لحل محل
داود، وليس هناك من وسيلة لإبقاء على الاختيار الإلهي لداود مع الاختيار الإلهي
الجديد لسليمان، وقد آثر كتاب العهد القديم الوقوع في التناقض مع ما فيه من تشويه
للعقيدة وللذات الإلهية التي نراها مترددة في اختيارها، ونادمة على أفعالها أما
الاختيار الإلهي الجديد لسليمان فنص عليه العهد القديم وعلى لسان داود المعترف
بإثمه والقابل لاختيار ابنه من عند الرب: "لقد كان في نيتي أن أبني بيتا يستقر فيه
تابوت عهد الرب، ويكون موطئا لقدمي إلهنا، وقد جهزت ما يحتاجه هذا البناء من مواد.
ولكن الله قال لي: لا تبن أنت بيتا لاسمي، لأنك رجل حرب وقد سفكت دما. إن الرب إله
إسرائيل قد اصطفاني من كل بيت أبي ليجعلني ملكا على إسرائيل إلى الأبد، وذلك لأنه
اختار سبط يهوذا للرئاسة، ثم اختار بيت أبي من بين بيوت يهوذا، وقد سر أن يفرزني من
بين أبناء أبي ليوليني على ملك إسرائيل. ثم اصطفى ابني سليمان من بين أبنائي
الكثيرين الذين رزقني بهم الرب، ليخلفني على عرش مملكة الرب، على إسرائيل. وقال لي:
إن سليمان ابنك هو الذي يبني بيتي ودياري، لأنني اصطفيته لي ابنا وأنا أكون له أبا.
فإن أطاع شرائعي وأحكامي وعمل بها كما هي عليه اليوم فإنني أثبت مملكته إلى
الأبد.".
وسرعان ما يسقط هذا الاختيار الإلهي الجديد، فمثلما وقع داود في
الإثم هكذا أيضا وقع سليمان، وهكذا يعلن الرب من جديد عن غضبه على مختاره سليمان،
مما يضيف تشويها جديدا إلى الذات الإلهية وقع فيه كتاب العهد القديم في محاولاتهم
المتكررة لتبرير تولية ملوكهم وإبدال بعضهم ببعض عن طريق الوسيلة القديمة البالية
وهي وسيلة الاختيار الجديد الذي يلغي اختيارا قديما، وينتهي بنسبة الآثام والخطايا
إلى المختارين، ونسبة التردد والندم إلى الرب وما ينطوي عليه ذلك من نقص في المعرفة
وعدم معرفة بالسلوك المستقبلي لكل من داود وسليمان من قبل الرب، يقول العهد القديم
في أمر وقع وقوله سليمان في الخطيئة الكبرى وهي اتباع آلهة أخرى وعلينا أن نتذكر
أنا خطيئة موجهة إلى نبي: "وأولع سليمان بنساء غريبات كثيرات، فضلاً عن ابنة فرعون،
فتزوج نساء موآبيات وعمونيات وأدوميات وصيدونيات وحثيات، وكلهن من بنات الأمم التي
نهى الرب بني إسرائيل عن الزواج منهم قائلاً لهم: لا تتزوجوا منهم ولا هم منكم،
لأنهم يغوون قلوبكم وراء آلهتهم. ولكن سليمان التصق بهن لفرط محبته لهن. فكانت له
سبعمائة زوجة، وثلاثمائة محظية، فانحرفن بقلبه عن الرب. فاستطعن في زمن شيخوخته أن
يغوين قلبه وراء آلهة أخرى، فلم يكن قلبه مستقيماً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه.
وما لبث أن عبد عشتاروث آلهة الصيدونيين، وملكوم إله العمونيين البغيض، وارتكب الشر
في عيني الرب، ولم يتبع سبيل الرب بكمال كما فعل أبوه داود. وأقام على تل شرقي
أورشليم مرتفعاً لكموش إله الموآبيين الفاسق، ولمولك إله بني عمون البغيض. وشيد
مرتفعات لجميع نسائه الغريبات، اللواتي رحن يوقدن البخور عليها ويقربن المحرقات
لآلهتهن فغضب الرب على سليمان لأن قلبه ضل عنه، مع أنه تجلى له مرتين، ونهاه عن
الغواية وراء آلهة أخرى، فلم يطع وصيته."
هذه صورة سليمان مختار الرب في عيون كتاب العهد القديم والذي سرعان
ما تخلوا عنه فاسقطوا اختياره بعد اتهامه بالشرك وحكموا على مملكته بالانقسام حتى
بعده "لأنك انحرفت عني ونكثت عهدي، ولم تطع فرائضي التي أوصيتك بها، فإني حتماً
أمزق أوصال مملكتك، وأعطيها لأحد عبيدك. إلا أنني لا أفعل هذا في أيامك، من أجل
داود أبيك، بل من يد ابنك أمزقها. غير أني أبقي له سبطاً واحداً، يملك عليه إكراماً
لداود عبدي، ومن أجل أورشليم التي اخترتها".