كويكب حجمه نصف ملعب كرة قدم ووزنه 130 ألف طن متجه الآن نحو الأرض بسرعة 29 ألف كيلومتر بالساعة، ليصل قربه منها يوم الجمعة المقبل إلى مسافة لم يسبقه إليها أي كويكب في التاريخ الحديث، إلى درجة سيصبح معها أقرب إليها من أقمار صناعية بينها نايل سات وعربسات، السالكان في مدار استوائي معدل ارتفاعه 35 ألفاً و406 كيلومترات.
الكويكب 2012DA14صغير نسبياً، لكنه صخرة عملاقة قطرها 45 متراً، واكتشفه فلكيان من مدينة غرناطة الإسبانية في مثل هذا الشهر من العام الماضي، وأكدا ما ذكرته أيضاً وكالة "ناسا" الفضائية الأمريكية فيما بعد من أنه سيمر مرور الكرام ولن يرتطم بالأرض، ولو فعلها فسيسبب اصطدامه قوة تفجيرية نووية كافية لتدمير مدينة متوسطة، بحسب ما جمعته "العربية.نت" عن الكويكب الذي تحدثت بشأنه إلى رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس السعودي ماجد أبو زاهرة.
ومع أن أقرب ارتفاع للضيف الصخري عن الأرض سيكون 27 ألفاً و680 كيلومتراً في 15 فبراير الجاري، أي بعد يوم من "عيد الحب" المعروف باسم "فالنتاين"، فإن المهندس أبو زاهرة خيب آمال الحالمين بأن يزيّن ليلهم كشمعة رومانسية في جوف السماء بقوله إن رؤيته بالعين المجردة مستحيلة كاستحالة دخوله المجال الجوي للأرض وارتطامه بأديمها.
شرح أبو زاهرة، وهو فلكي شهير وخبير بالكويكبات، أن هذا الكويكب سيبدأ بعبور المساحة الفضائية فوق المنطقة العربية عند الساعة 10 مساء الجمعة المقبل بتوقيت مكة المكرمة.. وبعد 25 دقيقة سيصبح في أقرب نقطة من الأرض.. أقرب حتى من مدار أقمار صناعية مخصصة للطقس والاتصالات، السالكة على ارتفاع 34 ألف كيلومتر"، طبقاً لما قال عبر الهاتف من جدة.
ذكر أبو زاهرة أن الكويكب سيبقى ظاهراً لمراصد الفلكيين طوال 5 ساعات وهو يعبر فضاء المنطقة العربية، "وسيتيح لنا اقترابه وبقاؤه فيها طوال هذه الساعات لأن نرصده بالتليسكوبات لنتعرف إليه أكثر"، مؤكداً أن الكويكب سيقوم بزيارة ثانية للأرض في العام 2046، ولكن على ارتفاع 60 ألف كيلومتر.
والكويكب شبيه جداً بنظير له اسمه "تونجوسكا" وقدروا أن قطره كان 40 متراً حين ارتطم في 1908 بمنطقة غابات كثيفة مساحتها 2150 كيلومتراً مربعاً في سيبيريا الروسية فأحدث فيها الخراب وعصف فيها بإرهاب بيئي تصدعت معه طبقاتها، وبدت أشجارها لبعثة زارت المنطقة لأول مرة بعد 19 سنة كأنها أعواد من الثقاب متفحمة.
يجيب المهندس أبو زاهرة عن تساؤل حول العواقب فيما لو كان هناك خطأ في حسابات "ناسا" والفلكيين وفعلها الضيف الجديد ودخل المجال الجوي للأرض، فقال: "هذا مستحيل، ولكن لو افترضنا هذا السيناريو فستحدث نكبة.. كارثة محلية في المكان الذي يهوي إليه"، لكنه لم يشرح المزيد.