اتقوا الله

احيانا نؤذي من هم اقرب الناس الينا دون ان نهتم لمشاعرهم
ونسيئ لهم دون ان نعرف عواقب تصرفاتنا في انفسهم
واحيانا يكون وقع الاساءه على النفس كبيرا
ومهما حاولنا جاهدين ان نعوض تلك الاساءه ونمسح ذلك البؤس او الحزن
الذي كنا له سببا يكون قد فات الاوان


كان زوجا يعود كل يوم من عمله للبيت ويسيئ الى زوجته ويهينها ويضربها
واحيانا اخرى لا يعيرها اهتمام مهما حاولت لفت نظره انها موجوده اصلا
وكانت تلك الزوجه لا تقصر من اي واجب من واجبتها البيتيه والزوجيه
ومع هذاا لا تجد بالمقابل لا احتراما ولا شكرا
يبادلها بهذا الاساءه
ففي يوم من الايام وهي جالسه في حديقة بيتها في الصباح بعد ان نالت نصيبها الصباحي
المعتاد من الاهانات
وهي تنظر لشجرة ضخمه امامها ,فجأة قامت بهدوء وسكون وغرست مسمارا في تلك الشجره
وصارت في كل مره زوجها يتعمد الاساءه لها ويهينها تغرس مسمارا
وهكذا بعد عدة سنين كان الزوج يتنزه بحديقة بيته ولفت نظره تلك الشجره ,
شجره مغروسه بالمسامير لدرجه انه لا يوجد مكان حتى لمسمار صغير
فنادى زوجته عن سبب تلك المساميرالمغروسه بالشجره
مستعجبا لكثرتها
فاجابته بصوت خافت مخنوق انه بكل مره كنت تسيئ لي او تهينني او تقلل من احترامي
كنت اغرس مسمارا
فتأثر الزوج كثيرا من مشهد تلك الشجره
وقرر بأخذ وعد على نفسه ان يعوضها عن كل تلك اللحظات والايام
وعاهدها ان يحسن معاملتها
وفعلا صدق بكلامه ومن اليوم التالي بدأ بتنفيذ وعده
وصار يعاملها بالحسنى آملا ان يمسح شيئا من الاسى الذي سببه
فصارت الزوجه بكل مره زوجها يحسن اليها تذهب للشجره وتنزع منها مسمارا وهكذا
تشجع الزوج وصار يبذل قصارى جهده لكي تتناقص تلك المسامير
وفعلا مع الوقت بدأت تتلاشى شيئا فشيئا
حتى جاء يوما واختفت تلك المسامير فوقف الزوج امام الشجرة والسعاده على وجهه
ونظرة النجاح تعلو وتنير جبينه
للانجاز الذي حققه, ونادى زوجته وقال لها انظري عزيزتي اختفت المسامير
فوقفت الزوجه بهدوء والدموع تذرف من عينيها وطلبت منه ان ينظر عن كثب لتلك الشجره
فاصابه الذهول والدهشه لمنظر تلك العلامات التي خلفتها المسامير




اعزائي اتقو الله في تصرفاتكم
اتقوالله في ازواجكم وزوجاتكم وابنائكم
اتقوا الله باهاليكم وبانفسكم


وسلامي لكم