جولة في مقاهي مديناتنا... بقلم: عمار جمهو

جولة في مقاهي مديناتنا... بقلم: عمار جمهور l

أتجول في مقاهي مدينة رام الله وأزقتها فيشدني ما يشد غيري، وارتاد مقاهيها فأرى تكتلات بشرية تصبغ ذاتها بلون يميزها عن لون غيرها، وكلما أمعنت أدركت توجهنا لتنميط ثقافتنا وفقاً لمكان تواجدنا، هذا التوجه الذي بات يغذي البنية الخفية للمجتمع الفلسطيني، والمتمثلة في الدلالة المكانية للفكر وللثقافة وخلق طبوغرافيا المثقف الفلسطيني.

لكل مكان في مدينتا دلالة فكرية يمكن للفرد استنباطها، ولكل حي دلالة معرفية تنبأ بتفوق أو بتدني مستوى التأثير السياسي والاقتصادي والثقافي. هذا التنميط الفكري ينذر بوجود حالة من الاغتراب الفكري، وفرض غطرسة القوي ثقافياً وفنياً وفكرياً، وتهميش الشريحة العريضة التي لا يعبر عنها بالمضمون الحقيقي اليوم لكون كتّابها تخلو عنها منذ ولادتها الأولى.

المعضلة لم تعد ثقافية أو معرفية يحرّكها السياسي أو المثقف أو الاقتصادي أو الأكاديمي، وإنما مكانية فالفلسطيني يقيم وفقاً للمكان ويفكر وينظّر وفقاً للمكان، لدرجة أن مكان تواجدنا بات احد العوامل الرئيسية لتركيبتنا المعرفية فالسياسي يتوافق مع الاقتصادي والثقافي والأكاديمي والفنان، لان المكان نجح في تشكيلهم وإعادة تكوينهم.

لا استطيع أن أفهم لماذا يجلس جيل الشباب في مقهى بلدنا؟ ولماذا تجلس نخبة مثقفينا في مقهى رام الله؟ ونخبة أدبائنا في المقهى العربي؟ ولماذا يجلس فلاحونا في المقاهي التي تزين كراسيها " الكش" أطرف الشوارع؟ ولماذا نفكر ونُنظّر وفقاً لمكان تواجدنا؟

مقاهينا تتنوع فيها اللغة كذلك المواضيع تتمايز، ففي مقاهي الشباب تسمع خبايا الدوري الاسباني وهتافات المشجعين والأعلام ترفرف في ممراتها وأزقتها، وكأننا جزء أصيل من الرياضة الاسبانية، وفي حضرة مثقفينا نشتم عبق "التمباك" بمجرد عبورنا الشارع وتشدنا نقشاتهم بشأن التعديل الحكومي، وسحب السيارات الحكومية، والمفاوضات وتجميدها، وتتساءل هل يستلهم البطل من وعيها عموده اليومي؟ وعلى أرصفة الطرقات ننتظر أشخاصا ونودع آخرين، ونحن جالسين نتساءل بشأن زيت الزيتون وسعره هذا الموسم وأيهما أجود زيتون الوسط أما الشمال، السهل أم الجبل. يتبادر لذهنك بأن الشمال هو حيفا وعكا ولكن شمالنا هو شمال الضفة.

مقاهي القاهرة شكلت وحياً لنجيب محفوظ ولغيره الكثير من الأدباء، واستطاع من خلالها المفكرين والقادة بث أفكارهم، وكانت نقطة مهمة للحركات الوطنية، أما واقعنا فهو مغاير إذ أنها أصبحت تكتلات بشرية لفئات محددة وباتت تعرف وفقاً لها، وكوّنت حوارات ولكن بدون حراك، فعززت ما هو موجود وعزلت ما هو مختلف.

بات المكان يملي علينا لوننا وصبغتنا ويخلق لنا مثقفاً نخبوياً يمتلك من القوة ما يؤهله لفرض ثقافة نمطية، وسياسياً تسلطياً يختصر شرط الوجود بذاته، واقتصادياً يحرك مدينتنا وفقاً لحركة ماله ونفوذه، وأكاديمياً تابع لما يُنتج ولا يَنتج ما يجب أن يُنتج، ونُؤطر ثقافتنا في سياق مكاني محصور منضو على ذاته، عاجزاً عن التطور والتفاعل ليشكل حالة اغترابية مكانية جديدة.

مكاننا يشكلنا ويكوّن معرفتنا، ويخلق ثقافتنا دون أن نشعر بها في أغلب الأحيان. المكان شكّل حنظله واستلهم من خلاله كنفاني أفكاره. ولكننا اليوم نُشكل وفقاً لهذا المكان الذي يساهم يومياً في تكوين مشهديتنا في مناحي حياتنا كافة

كلن يجلس مع من هو في مستوى تفكيره
كلمات ولا اروع سلمت الايادي
يعطيك الف عافيه

جولة في مقاهي مديناتنا... بقلم: عمار جمهو Ouuuso11

هناك فرق بين النخب السياسيه فانا ذات مره كنت جالسا باحدى المقاهي في مدينة رام الله فشدني الحديث بين شابين يتحدثون عن الثورات العربيه و يتناقشون فشدني الحديث وكنت معجبا براي احد الشابين .... وكان يقول ان الطبقة البرجوازيه هي اللتي يجب ان ننتفظ ضدها لانها من اشد الطبقات تعنتا و اصرارا على اضطهاد الناس من الطبقات المتدينه ... ان المقاهي هي وجه لثقافة الاشخاص الذين يدخلون اليها بغض النظر عن العمر فتراى باوقات ان الذين اعمارهم لا تزيد عن العقدين يستطيعون القياده بعكس بعض الاشخاص الكبيرين وشكرا

مغروسون كجذوع الشجر الراسخه بهذه التربة المقدسه

» الفضائيات الاخبارية مأزق السياسة والاعلام
» جولة مسائية ورا ابو يمين وفي مقاهي القرية
» عرض ازياء رام الله مستوحى من فلسطينيتها بقلم /عمار جمهور
» انفصامية الفنان السوري تجاه قضيته بقلم: عمار جمهور
» فلسطين.. "واقع الوجود وحقيقية البقاء"بقلم: عمار جمهور